للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[من أحكام ألف الندبة]]

قال ابن مالك: (وقد تلحق ألف النّدبة نعت المندوب، والمجرور بإضافة نعته ويقاس عليه وفاقا ليونس، وقد تلحق منادى غير مندوب ولا مستغاث خلافا لسيبويه، ويليها في الغالب سالمة ومنقلبة هاء ساكنة تحذف وصلا.

وربّما ثبتت مكسورة أو مضمومة. ويستغنى عنها وعن الألف في ما آخره ألف وهاء، ولا تحذف همزة ذي ألف التّأنيث الممدودة، خلافا للكوفيّين).

ــ

وإذا كان الإسكان لغة فلا حكم للحركة في الياء. فإذا لحقت الألف انبغى أن تحذف الياء وزعم سيبويه أنها تحرك؛ لأنه لا ينجزم حرفان (١).

قال ناظر الجيش: قال المصنف: لا يجيز الخليل، ولا سيبويه أن تلحق ألف الندبة نعت المندوب (٢). وأجاز ذلك يونس نحو أن تقول: وازيد البطلاه (٣)، ويؤيد قول يونس قول بعض العرب: واجمجمتي الشاميتيناه (٤)، وقول الشاعر:

٣٤٨٧ - ألا يا عمرو وعمراه ... وعمرو بن الزّبيراه (٥)

فلحقت في الشاميتيناه وهو نعت مندوب ولحقت في عمراه وهو توكيد مندوب ولحقت في الزبيراه وهو مضاف إليه نعت معطوف على مندوب فلحاقها نعت المندوب أولى بالجواز، وكذا لحاقها المضاف إليه نعت المندوب كقول الراجز:

٣٤٨٨ - كم قائل يا أسعد بن سعداه ... كلّ امرئ باك عليك أوّاه (٦)

وأجاز غير سيبويه أن تلحق الألف منادى خاليا من استغاثة وتعجب وندبة كقول امرأة لعمر بن أبي ربيعة: نظرت إلى كعبي فرأيت ملء العين وأمنيّة المتمنّي فصحت يا عمراه فقال: يا لبّيكاه. والأكثر كون ألف المندوب في الوقف متلوة بهاء ساكنة تسمى هاء السكت، وكذا ألف الاستغاثة والتعجب. وقد تثبت في الوصل مكسورة ومضمومة،

وقد تكلم على ذلك في غير الندبة. ومن لحاقها مضمومة في -


(١) السابق، وانظر نص الشيخ - هذا - في التذييل (٤/ ٢١٨).
(٢) الكتاب (٢/ ٢٢٥).
(٣) الكتاب (٢/ ٢٢٦).
(٤) السابق، والجمجمة: القدح، أو الجماجم سادات العرب ورؤسائهم.
(٥) من الهزج - الأشموني (٣/ ١٧١)، والعيني (٤/ ٢٧٣)، والمقرب (١/ ١٨٤)، والهمع (١/ ١٨٠).
(٦) انظره في التذييل (٤/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>