للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[بعض أحكام النعت المفرد]]

قال ابن مالك: (والمفرد مشتقّ لفاعل أو مفعول، أو جار مجراه أبدا، أو في حال دون حال. فالجاري أبدا كلوذعيّ وجرشع وصمحمح وشمردل و «ذي» بمعنى صاحب وفروعه وأولي وأولات وأسماء النّسب المقصود.

والجاري في حال دون حال مطّرد وغير مطّرد. فالمطّرد أسماء الإشارة غير المكانيّة و «ذو» الموصولة

وفروعها وأخواتها المبدوءة بهمزة وصل، ورجل بمعنى كامل أو مضاف إلى صدق أو سوء. وأيّ مضافا إلى نكرة يماثل المنعوت معنى، وكلّ وجدّ وحقّ مضافات إلى اسم جنس مكمّل معناه للمنعوت. وغير المطّرد النّعت بالمصدر والعدد والقائم بمسمّاه معنى لازم ينزّله منزلة المشتقّ وينصب أيّ المنعوت به حالا بعد معرفة، و «ما» في نحو رجل ما شئت من رجل، شرطيّة محذوفة الجواب، لا مصدرية منعوت بها خلافا للفارسيّ) (١).

- هذا إلا في جواز الحذف فقط لا في اشتراط ما اشترط في الصلة بدليل أنه لم يقتصر على الصلة بل قال أنّ حكم عائد الصفة حكم عائد الواقعة صلة أو خبرا والحذف مع الخبر لا يشترط فيه طول الخبر.

قال ناظر الجيش: قال المصنف (٢): المشتق المنعوت به هو كل وصف تضمن معنى فعل وحروفه واحترز بكونه اشتقاقه لفاعل أو مفعول من المشتق لزمان أو مكان أو آلة والمشتق للفاعل يعم أسماء الفاعلين وأمثلة المبالغة والصفة المشبهة باسم الفاعل وأفعل المفضل به الفاعل كأنا أعلم منك والمشتق للمفعول يعم أسماء المفاعيل وأفعل المفضل به المفعول كأنت أنجب من غيره والجاري مجرى المشتق أبدا يعم الأوصاف التي وضعت موافقة للمشتقات في تضمن معاني الأفعال دون حروفها فجرت مجرى المتضمنة معانيها وحروفها في استدامة النعت بها دون شرط فلوذعي يجري مجرى فطن وذكي، وجرشع يجري مجرى غليظ وسمين، وصمحمح يجري مجرى شديد. وأمثلة هذا النوع كثيرة؛ ولذلك أدخلت كاف التشبيه على أول -


(١) التذييل (٤/ ١٢٣).
(٢) شرح التسهيل (٣/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>