للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أسماء الفعل المنقولة من ظرف وجار ومجرور]]

قال ابن مالك: (ومنها ظروف [وشبهها جارة ضمير مخاطب كثيرا وضمير غائب قليلا] كـ «مكانك» بمعنى «اثبت» و «عندك» و «لديك» و «دونك» بمعنى «خذ» و «وراءك» بمعنى «تأخّر» و «أمامك» بمعنى تقدّم و «إليك» و «إليّ» [بمعنى] «تنحّ» و «أتنحّى» و «عليك» و «عليّ» و «عليه» بمعنى «الزم» و «أولني» و «ليلزم»).

قال ناظر الجيش: أسماء الأفعال الدالة على الأمر قسمان: أحدهما: ما وضع اسما للفعل في أول الأمر نحو: نزال، ودراك، وهلمّ، ثانيهما: ما كان في الأصل ظرفا أو جارّا ومجرورا فنقل وسمّي به الفعل، ولما أنهى المصنف الكلام على القسم الأول شرع في ذكر القسم الثاني، وهذا النوع لا يستعمل إلا متصلا بضمير مخاطب، وشذ قولهم: «عليه رجلا» بمعنى: ليلزم، وعليّ الشّيء بمعنى: أولنيه.

وإليّ بمعنى: أتنحّى (١)، ذكر المصنف ذلك في شرح الكافية (٢).

وينبغي أن يعلم أن في «إليّ» بمعنى: أتنحّى شذوذا آخر وهو استعماله في الخبر دون الأمر، لكن لقائل أن يقول: إن معنى: إليّ: لأتنح؛ فيكون أمرا أمر المتكلم به نفسه، وعلى هذا إنما يكون فيه شذوذ واحد وهو اتصاله بضمير المتكلم، وقد يقال:

إن قائل هذا إنما قاله جوابا لمن قال له: إليك أي تنحّ فقال: إليّ كأنه قال هذا منكرا على من قال له: إليك، فأعاد اللفظ الذي يقصد إنكاره على قائله له كأنه يقول:

أإليّ؟ أي أتأمرني بالتّنحّي وتقول لي هذا اللفظ؟

وعلى هذا فلا يكون «إليّ» اسم فعل، وإنما هي كلمة قصد بها الإنكار على من أمره بمثلها فأعاد اللفظ مضافا إلى نفسه كأنه يقول: أتنحّيني عن مكاني؟

ثم قد عرف من قول المصنف: كمكانك بمعنى: اثبت، وعندك، ولديك، -


(١) قال سيبويه في الكتاب (١/ ٢٤٩، ٢٥٠): «وحدثنا أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقال له: إليك فيقول: إليّ كأنه قيل له: تنحّ، فقال: أتنحّى» وانظر شرح الكافية للرضي (٢/ ٧٥)، وقد نقل الأشموني كلام المصنف عن شرح الكافية وقال «وكلامه في التسهيل يقتضي أن ذلك غير شاذ» انظر الأشموني (٣/ ٢٠١).
(٢) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>