للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ما يحذف قبل الآخر لأجل النسب]]

قال ابن مالك: (ويحذف أيضا لياء النّسب ما يليه المكسور لأجلها من ياء مكسورة مدغم فيها [ما لم ينفصل]).

ــ

قيل: ومرمي كأنه مستثنى من المختوم ياء مشددة، الذي ذكره أيضا. وشاهد الحذف من المنقوص قول الشاعر:

٤٢٢٠ - كأس عزيز من الأعناب عتّقها ... لبعض أربابها حانيّة حوم (١)

وشاهد الإثبات فيه قول الآخر:

٤٢٢١ - وكيف لنا بالشّرب إن لم يكن لنا ... دراهم عند الحانوي ولا نقد (٢)

قال الشيخ: وحانية وقاص [٦/ ٦٣] ونحوهما عند سيبويه القياس فيه الحذف، وأما القلب فمن شواذ تغيير النسب (٣).

قال ناظر الجيش: يشير بهذا الكلام إلى مسألة يحذف منها لأجل النسب حرف قبل الآخر، ولا شك أن من جملة التغييرات لبعض الأسماء المنسوبة الحذف، كما عرفت، وأن الحذف إما حذف كلمة أو حذف حرف هو آخر أو قبل الآخر، وقد تقدم الكلام على حذف آخر ما هو كلمة، وما هو آخر، وبقي الكلام على حذف ما هو قبل الآخر، والمصنف أورد ذلك في الفصل الذي يأتي، وقد كان الأليق أن يضم هذه المسألة إلى المسائل التي سيذكرها، لكنه أفردها بالذكر هنا والمراد أنه إذا كان قبل الحرف الذي هو آخر الكلمة ياء مكسورة مدغم فيها تحذف -


(١) من البسيط لعلقمة الفحل يصف خمرا ويقصد بالعزيز ملكا من ملوك الأعاجم، عتقها: تركها حتى عتقت فرقّت. وأربابها: أصحابها، ويروى: أحبابها أي: أوقاتها من فصح أو عيد، والحانية:
الخمارون، وهي موضع الشاهد حيث نسب إلى الحانة على القياس، وحوم: سود يريد أنها من أعناب سود، ويقال: الحوم جمع حائم، وهو الذي يقوم على الخمر ويحوم حولها، وانظر في: ديوانه (ص ١٣١)، والكتاب (٣/ ٣٤٢)، والمقرب (٢/ ٦٥)، والمفضليات (ص ٤٠٢).
(٢) من الطويل قائله ذو الرّمة: وموضع الاستشهاد في البيت، قوله: حانوي فإنه نسبه إلى الحانية تقديرا، فقلبت الياء واوا كما في النسبة إلى قاضي على غير القياس، قال سيبويه: الوجه الحاني، لأنه منسوب إلى الحانة وهي بيت الخمار. انظر: الكتاب (٣/ ٣٤٠)، والمحتسب (١/ ١٣٤)، وابن يعيش (٥/ ١٥١)، والمقرب (٢/ ٦٥)، والعيني (٤/ ٥٣٨)، ملحق ديوان ذي الرّمة (ص ٦٦٥).
(٣) الكتاب (٣/ ٣٤٠)، والتذييل (٥/ ٢٥٤) (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>