للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[حكم الإدغام قبل الضمير]]

قال ابن مالك: (والإدغام قبل الضّمير لغيّة، فإن سكن الثّاني جزما أو بناء في غير أفعل المذكور أو كان ياء لازما تحريكها أو ولي المثلان فاء «افتعال» أو «افعلال» أو كان أوّلهما بدل غير مدّة دون لزوم، جاز الفكّ والإدغام (١)، وقد يرد الإدغام في ياءين غير لازم تحريك ثانيهما فلا يقاس عليه).

- الفك، نحو: رددت، رددن، وارددن؛ فلا يدغم هذا عند الجمهور، نحو: أحبب بزيد؛ وقال الشاعر:

٤٣٧٧ - وقال نبيّ المسلمين تقدّموا ... وأحبب إلينا أن تكون المقدّما (٢)

وقال عليّ رضي الله عنه: أعزز عليّ أبا اليقظان (عمار بن ياسر) أن أراك صريعا مجدلا.

وأجاز الكسائي الإدغام.

الشّرح: يشير ابن مالك إلى حكم الإدغام قبل الضمير؛ بأنه لغة ضعيفة (٣)؛ فيصغرها لقلتها وشذوذها، وهي لغة ناس من بكر بن وائل فيقولون: ردّن، وردّت، وحكى بعض الكوفيين ردنّ بزيادة نون ساكنة قبل نون الإناث مدغمة فيها، وحكي: ردّان في ردّن وهي شاذة.

فإن سكن الثاني جزما، نحو: لم يردد، أو بناء نحو: اردد في غير أفعل في التعجب فيتعين فيها الفك نحو: أحبب بزيد، خلافا للكسائي. أو كان ياء لازما تحريكها، نحو: حيّ، فيجب فيها الفك، فإن عرض تحريكها وجب إظهارها، نحو: لن يحيي، وأجاز الفراء الإدغام، لن يحيّ، ويجب الفك أيضا إن ولي المثلان فاء افتعال أو افعلال مثل: احمرار واحوواء. أو كان أولهما بدل غير مدة، نحو: (أثاثا وريّا) (٤) بإبدال الهمزة ياء في وقف حمزة. وقوله: دون لزوم احتراز من بدل غير المدة اللازم؛ كأن تبني من الأوب اسما على أبلم فإنك تدغم كما -


(١) جواب قوله: (فإن سكن).
(٢) البيت من الطويل لعباس بن مرداس في الأشموني (٣/ ١٩)، والهمع (٢/ ٩٠)، والتصريح (٢/ ٣٥٣)، والشاهد فيه: «وأحبب إلينا» حيث
إنه صيغة تعجب، وتعين فيها الفك مثل: «أعزز عليّ» من كلام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، حينما رأى عمارا مقتولا في صفين، والضمير في «أحبب» للمخاطب، وقيل: للحسن.
(٣) انظر: المساعد (٤/ ٢٥٨).
(٤) من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً [مريم: ٧٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>