* حرص ناظر الجيش في تأليفه «تمهيد القواعد» أو شرح التسهيل أن يجعل المطلع عليه في غنى عن غيره من شروح التسهيل، لهذا فصّل القول، وناقش، واستقصى - ما استطاع - آراء النحاة ونصوصهم. نقل عنهم، وحلّل قولهم ونقد رأيهم.
كما نراه - في أثناء ذلك - يؤيد قولا، ويدفع آخر، ويحتج لرأي، أو يستدرك عليه، وأحيانا لا يرضى عن رأي من الآراء؛ فيأتي بآراء أخرى هي منه على النقيض، محاولا بهذه الكثرة الانتقاص من ذلك الرأي الأول، وأحيانا أخرى نجده لا يظهر له تجويز بعضهم لمسألة ما، أو يشكل عليه رأيهم فيها، فيردها ويبطل الرأي دون نظر إلى قدر ذلك النحوي، أو ذيوع صيته، مستندا - فيما يقول ويقرر - إلى أدلة وتعليلات يصل إليها بطول باعه في هذا الفن.
وإذا كان صاحبنا قد قصد - فيما قصد - بهذا الشرح أن يقف قاضيا بين العالمين أو العلمين الشامخين - ابن مالك وأبي حيان - فإنا قد وجدناه - من خلال شرحه - ناقدا بصيرا يمتد نظره ونقده إلى أبعد من ذلك، فيتناول النحاة المغاربة، وغيرهم، ومن على شاكلتهم بالنقد النحوي الموضوعي.
رأينا له - في ذلك - مواقف من سيبويه، وابن السراج، والفارسي، وابن جني، والزمخشري، والسهيلي، وأبي البقاء، وابن يعيش، وابن الحاجب، وابن هشام الخضراوي، وابن عصفور، وابن مالك، وابن الضائع، وبدر الدين ابن مالك، وابن أبي الربيع، وأبي حيان، وغيرهم، وهم كثير. وسنحاول اختصار ذلك وذكر بعض المناقشات والمواقف لعدد قليل جدّا وموقف ناظر الجيش تأييدا أو معارضة، موافقة أو مخالفة، والكتاب يمتلئ بالكثير؛ فمن يريد التوسع في ذلك فليرجع إليه.
[أولا: ناظر الجيش وسيبويه إمام النحاة]
في المسائل والقضايا النحوية كان ناظر الجيش يقدم سيبويه، وآراءه على