غيره كما كان يوقّره في نفسه، وفي شروحه، لكنه - مع ذلك - إذا التبس عليه فهم لكلامه، أو رأيه أوضح لنا ذلك في صراحة دون غموض أو التواء.
فقد كان الناظر يقول عن سيبويه:«إمام الصناعة سيبويه رحمه الله تعالى»، «وكفى بقول سيبويه قولا» ويقول «ويكفي أن سيبويه قال به»، ثم يقول في جعل سيبويه الفعل المقدر الناصب للاسم المخصوص: أعني «ويظهر أن تقديره أولى من تقدير أخص»، ثم يعلل لذلك الذي استظهره.
وعن الجانب الآخر يقول في بعض المسائل: لكن أشكل عليّ ما ذكر عن سيبويه، وقوله: ولا يظهر لي تجويز سيبويه.
[ثانيا: ناظر الجيش وأبو علي الفارسي]
لإيضاح الفارسي، وبصرياته، وتذكرته، وحلبياته مكانة عند ناظر الجيش.
وقد ترددت هذه الكتب في أكثر من موضع في هذا الشرح. وعلى الرغم من ذلك قال في رأي أبي علي في زيادة مثل:
أما جعل الفارسي كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ [الأنعام: ١٢٢] ومَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ [الرعد: ٣٥] من قبيل ما ألغي، فغير مسلم؛ لأن المثل يستعمل مرادا به الصفة والحال إذا كان لكل منهما شأن، وفيه غرابة وذلك على سبيل الاستعارة كما قرر ذلك أصحاب علم البيان.
[ثالثا: ناظر الجيش وابن جني]
لابن جني، وكثير من آرائه، وتوجيهاته - منزلة عند النحاة، وقد اعتدّ به صاحبنا في مواضع غير قليلة من تمهيده؛ لكنه قال في بعضها:
«و .... ابن جني ذهب إلى أن المضاف إلى الياء لا يتصف بإعراب ولا بناء. فأثبت قسما من الأسماء لا معربا، ولا مبنيّا. ولا يخفى ضعف هذا الرأي، وأنه لا ينبغي التشاغل بمثله ..».