للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[التكافؤ بين الحروف]]

قال ابن مالك: (وبين الميم والباء، وبين الثّاء والفاء، وبين الكّاف والقاف، وبين الّلام والرّاء، وبين النّون واللّام، وبين العين والحاء).

قال ناظر الجيش: المذكور هنا اثنا عشر حرفا بين كل اثنين منهما تكافؤ في الإبدال:

الحرفان الأولان: الميم، والباء، فمثال إبدال الميم من الباء قولهم: ما زال راتما على كذا، أو راتبا أي: مقيما من الرتبة، وقولهم: بنات بخر، وهن سحائب يأتين قبل الصيف. وقد أجاز أبو الفتح أن يكون كل من الميم والباء أصلا، وجعل ميم المخر في قوله تعالى: وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ (١) وقولهم: رأيته من كثم، أي:

من كثب، وقولهم: قيد في بيد، بمعنى غير. ومثال إبدال الباء من الميم قولهم:

با اسمك؟ يريدون: ما اسمك؟ وهي لغة مازنية (٢)، وقد خاطب بها الواثق المازني حين دخل عليه، وليس في قراءة أبي عمرو: مريم بهتنا (٣) وبِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٤) ولِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً (٥) إبدال وإدغام، بل ما ذكر عنه محمول على الإخفاء؛ لأن الميم من الحروف التي لا تدغم في مقاربها. والحرفان الثانيان:

الثاء والفاء، فمثال إبدال الثاء من الفاء قولهم: في ثم التي هي حرف عطف: فم، وقالوا: حدف في حدث، وقالوا: فوم بمعنى ثوم، ومثال إبدال الثاء من الفاء قولهم في مغفور: مغثور (٦)، ودليل على أن الفاء أصل أنهم قالوا: ذهبوا يتمغفرون بالميم، أي: يجنون المغفور، ولم يقولوا: يتمغثرون. الحرفان الثالثان: الكاف والقاف. وقد نص النضر بن شميل عن الخليل أن إبدال القاف من الكاف والفاء من الكاف قليل، فمثال إبدال الكاف من القاف قولهم: عربي كح، وعربية كحة، يريدون: قحّا وقحة، والقح: الخالص من اللوم. وقالوا: كاتحة في فاتحة [٦/ ٢١٢]. والكتال في القتال، والكصير في القصير. ومثال إبدال القاف من الكاف قولهم: وقنة في وكنة، وهي مأوى الطائر من الجبل، حكاه الخليل، وهو أقل من العكس. والحرفان -


(١) سورة النحل: ١٤، وانظر الرضي (٣/ ٢١٧)، وسر الصناعة (٢/ ١٤٣، ١٤٤).
(٢) ذكر ذلك أبو الطيب الحلبي في كتاب الإبدال (١/ ٤٢).
(٣) سورة النساء: ١٥٦.
(٤) سورة الأنعام: ٥٣.
(٥) سورة النحل: ٧٠.
(٦) انظر: القلب والإبدال (ص ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>