قال ابن مالك:(وهو صريح، وغير صريح وكلاهما جملة فعليّة أو اسميّة، فالفعليّة غير الصّريحة في الخبر كعلمت ووثقت مضمّنة معناه، وفي الطّلب كنشدتك، وعمرتك، وأبدل من اللّفظ بهذه عمرك الله بفتح الهاء وضمّها وقعدك الله، وقعيدك الله كما أبدل في الصّريحة من فعلها المصدر أو ما بمعناه).
قال ناظر الجيش: الكلام في هذا الباب يتعلق بأمور خمسة: وهي: القسم، والمقسم به، والمقسم عليه، وحروف القسم، والحروف التي تربط المقسم به بالمقسم عليه.
وقد ذكر المصنف ثلاثة منها: وهي: المقسم عليه، وحروف القسم، والحروف الروابط بين المقسم به والمقسم عليه وأما القسم فذكر له تعريفا، ولم يتعرض إلى ذكر حده. وأما المقسم به فإنه لم يتعرض إلى ذكره؛ إذ لا تعلق للصناعة النحوية به.
وبعد: فأنا أشير إلى ذكر هذين القسمين أولا، ثم الكلام على بقية الأقسام يورد في ضمن شرح كلام المصنف إن شاء الله تعالى.
أما القسم: فقد حده الجزولي، وغيره من المغاربة بأنه: جملة يؤكد بها جملة أخرى كلتاهما خبرية. وهو حد ظاهر غني عن التفسير غير أن قولهم فيه: كلتاهما خبرية؛ لا يظهر؛ لأن جملة القسم إنشائية، فكيف يحكم عليها بأنها خبرية؟ وقد ذكروا أن المراد بقولهم: كلتاهما خبرية؛ أن جملة القسم والجواب إذا اجتمعتا حصل منهما كلام محتمل للصدق والكذب. ولا يخفى ضعف هذا الاعتذار؛ فإن التصديق والتكذيب إنما يرجع كل منهما إلى مضمون
جملة الجواب، وأما جملة القسم فلا يرجع إليها تصديق ولا تكذيب. -
(١) ينظر في هذا الباب: الأصول (١/ ٥٢٣ - ٥٣٢)، والتذييل (٤ / ق ٤٧ - ٦٨)، والتصريح (٢/ ٢٠٣ - ٢٠٦)، والرضي (٢/ ٣٣٧ - ٣٤١)، (٢/ ٣٩١: ٣٩٥) شرح الجمل (١/ ٥٢٠ - ٥٣٣) شرح اللمع (ص ٤٩٤ - ٥٠٤) شرح المفصل (٩/ ٩٠ - ١٠٧) الكافية الشافية لابن مالك (٢/ ٨٣٥ - ٨٩٧) تحقيق د/ عبد المنعم هريدي الكتاب (١/ ٥٩، ٤٢١)، (٣/ ٨٤، ١٠٠، ١٠٤، ١٠٦، ١٤٦، ٤٩٦ - ٥٠٢، ٥٠٤، ٥٠٩)، (٤/ ٢١٧)، والهمع (٢/ ٤٠ - ٤٥) ارتشاف الضرب (٢/ ٤٧٥).