للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ما لا يشترط وما يشترط في صحة العطف]]

قال ابن مالك: (لا يشترط في صحّة العطف وقوع المعطوف موقع المعطوف عليه، ولا تقدير العامل بعد العاطف، بل يشترط صلاحيّة المعطوف، أو ما هو بمعناه لمباشرة العامل).

ــ

ابن عصفور: زيد يقوم لا يقعد، وهذا رزق الله لا كدك، والصدق ينبئ عنك لا الوعيد، فكدك معطوف على الخبر، والوعيد معطوف على المبتدأ.

ولم يظهر لي أن المعطوف في هذين المثالين جملة. وأما لا يقعد من قولك زيد يقوم لا يقعد فهو من عطف المفردات لا عطف الجمل. ثم قال ابن عصفور:

وزعم بعضهم (١) أن العطف بها بعد الماضي غير جائز. ثم رد هذا القول (٢).

ولا شك أن الجمهور على خلافه، لأن الماضي ورد في الكتاب العزيز منفيّا بلا قال تعالى: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣)، وقال: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (٤) ومن العطف بها بعد الماضي قول الشاعر:

٣٣٣٤ - كأنّ دثارا حلّقت بلبونه ... عقاب تنوفى لا عقاب القواعل (٥)

قال ناظر الجيش: قال المصنف (٦): يجوز قام زيد وأنا وإن لم يصلح مباشرة قام لأنا لأنه بمعنى التاء المضمومة في قمت وزيد وكذا رأيت زيدا وإياك وإن لم تصلح مباشرة رأيت لإياك لأنه بمعنى الكاف في رأيتك وزيدا.

ويجوز رب رجل وأبيه وإن لم تصلح مباشرة رب لأبيه لأنه بمعنى رب أي رجل ورجل. ويجوز الواهب المائة الهجان وعبدها وإن لم يصلح مباشرة الواهب لعبدها لأنه بمعنى الواهب عبد المائة والمائة. ويجوز أن زيدا وأباه قائمان وإن لم يصلح أن يباشر إن أباه لأنه بمعنى أن أبا زيد وزيدا قائمان، ويجوز مررت برجل قائم أبواه -


(١) هو أبو القاسم الزجاجي في «معاني الحروف» له واستدل على ذلك بأن «لا» لا ينفي الماضي بها وإذا عطفت بها بعده كانت نافية له في المعنى - شرح الجمل (١/ ١٢٩).
(٢) السابق.
(٣) سورة القيامة: ٣١.
(٤) سورة البلد: ١١.
(٥) البيت من الطويل لامرئ القيس - ديوانه: (٩٤) والأشموني (٣/ ١١١)، والتصريح (٢/ ١٥٠)، والخصائص (٣/ ١٩١)، والعيني (٤/ ١٥٤)،
والمغني (/ ٢٤٢).
(٦) انظر: شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>