للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ما يمتنع صرفه لعلتين: الوصفية، وعلة أخرى]]

قال ابن مالك: (ويمنع صرفه أيضا عدله صفة أو كصفة أو كعلم، أو كونه صفة على فعلان ذا فعلى بإجماع، ولازم التّذكير بخلف، وصرف سكران وشبهه للاستغناء فيه بفعلانة عن فعلى لغة أسديّة، ويمنع صرف الاسم أيضا وفاقه الفعل فيما يخصّه أو هو به أولى من وزن لازم لم يخرجه إلى شبه الاسم سكون تخفيف مع وصفيّة أصليّة باقية أو مغلوبة فيما لا تلحقه هاء التّأنيث، أو مع العلميّة أو شبهها).

ــ

وشاهد استعماله غير مصروف قول ابن مقبل (١):

٣٧٠٢ - يمشّي بها ذبّ الرّياد كأنّه ... فتى فارسيّ في سراويل رامح (٢)

أي فتى فارسي رامح في سراويل (٣).

واعلم أن «سراويل» اسم مؤنث (٤) فلو سمى به مذكر ثم صغّر لقيل فيه: سريّيل غير مصروف للتأنيث والتعريف، ولولا التأنيث لصرف كما يصرف «شراحيل» لو صغّر لزوال صيغة منتهى التكسير، نبه على ذلك المصنف في شرح الكافية (٥).

قال ناظر الجيش: لما انتهى الكلام على الأمرين القائم منهما مقام علتين شرع في ذكر العلل الثلاث المانعة مع

الوصفية، وينشأ عن معرفتها معرفة ثلاثة الأقسام الباقية من الخمسة.

والمراد بالوصفية: كون الاسم موضوعا لذات باعتبار معنى هو المقصود، وقد -


(١) ابن مقبل هو: تميم بن أبي مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة أبو كعب، شاعر جاهلي، أدرك الاسلام وأسلم. انظر ترجمته في الخزانة (١/ ١١٣).
(٢) هذا البيت من الطويل وهو كما ذكر المؤلف لابن مقبل في ديوانه (ص ٤١).
الشرح: الضمير في «بها» يعود على أنثى الثور الوحشي، والذب هو الثور الوحشي، يقال له ذب الرياد إذا كان زوارا للنساء، يصف الثور الوحشي، شبه ما على قوائمه من الشعر بالسراويل وهو من لباس الفرس، ولهذا شبهه بفتى فارس قرنه بالرمح، ولهذا قال: رامح أي ذو رمح. والشاهد فيه قوله:
«سراويل» حيث جاء غير مصروف على رأي الأكثرين. وانظر البيت في ابن يعيش (١/ ٦٤) وشرح الكافية (١/ ٥٧)، والخزانة (١/ ١١١).
(٣) انظر ابن يعيش (١/ ٦٤).
(٤) انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري (ص ٤١٢).
(٥) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>