للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[إلحاق كاف الخطاب بأسماء الإشارة]]

قال ابن مالك: (والكاف حرف خطاب يبيّن أحوال المخاطب بما يبيّنها إذا كان اسما، وقد يغني ذلك عن ذلكم، وربما استغني عن الميم بإشباع ضمّة الكاف).

ــ

اسم الإشارة». انتهى (١).

ولم يظهر لي ما قاله: والمصنف أورد هذا البيت على أن الأصل فيه إن هذي عذرة فقدم هاء التنبيه على أن محصل الفصل بإن بين ها وذي وهذا واضح ولا أعرف كيف قدر الشيخ إنّ مؤخرة عن اسم الإشارة ولا ما الموجب له أن فعل ذلك.

واعلم أن المثال الذي تقدم عن الخليل، وهو: أي ها الله ذا - قد حصل الفصل بالقسم بين هاء التنبيه وذا ومثله [١/ ٢٧٨] في الفصل بالقسم قول الشاعر:

٥٠٦ - تعلّمن ها لعمر الله ذا قسما ... فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك (٢)

قال ناظر الجيش: قال المصنف (٣): «والكاف حرف خطاب كتاء أنت تدل على أحوال المخاطب في حرفيتها بما يدل عليها في اسميتها، فيقال ذاك وذاك.

وذاكما وذاكم وذاكن كما يقال: رأيتك ورأيتك ورأيتكما ورأيتكم ورأيتكنّ، فيستوي اللفظ بالحرفية والاسمية، كما يستوي اللفظ بتاء أنت وتاء فعلت.

وقد يقال في خطاب جماعة الذكور كما يقال في خطاب الواحد كقوله تعالى: -


(١) التذييل والتكميل (٣/ ١٩٩).
(٢) البيت من بحر البسيط، قاله زهير بن أبي سلمى من قصيدة يهدد بها الحارث بن ورقاء عند ما استاق هذا غلاما لزهير وإبلا له (ديوان زهير ص ١٨٢).
اللغة: تعلمن: بمعنى أعلم، فهو من الأفعال اللازمة للأمر، ها: بمفردها حرف تنبيه دخلت على ذا، وفصل بينهما بالقسم المذكور، وهو موضع الشاهد.
قسما: منصوب على المصدر المؤكد به معنى اليمين. فاقدر بذرعك: قدر لخطوك، وهو مثل من أمثال العرب يضرب لمن يتوعد، ومعناه: كلف نفسك ما تطيق، أي توعد بما تسعه قدرتك (الأمثال للميداني: ٢/ ٤٧٦). أين تنسلك: أين تسلك وتدخل.
والمعنى: يتوعد زهير صاحبه بألا يكلف نفسه ما لا يطيق، وأن يسلم إليه إبله وغلامه، ويروى أن الحارث كسا الغلام وأحسن إليه ورده مع الإبل إلى زهير فمدحه زهير بعد ذلك (الخزانة: ٥/ ٤٥٨).
البيت في معجم الشواهد (ص ٦٥٦) وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٢٥٠)، ولأبي حيان (٣/ ١٩٩).
(٣) شرح التسهيل (١/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>