للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب الرابع والثلاثون باب التّعجّب

[تعريفه وصيغه - حكم المتعجب منه]

قال ابن مالك: (ينصب المتعجّب منه مفعولا بموازن «أفعل» فعلا لا اسما، خلافا للكوفيّين، غير الكسائيّ، مخبرا به عن «ما» متقدّمة بمعنى شيء، لا استفهاميّة خلافا لبعضهم، ولا موصولة خلافا للأخفش في أحد قوليه، وك «أفعل» «أفعل» خبرا لا أمرا، مجرورا بعده المتعجّب منه بياء زائدة لازمة، وقد تفارقه إن كان «أن» وصلتها، وموضعه رفع بالفاعلية لا نصب بالمفعوليّة، خلافا للفرّاء والزّمخشريّ وابن خروف. واستفيد الخبر من الأمر هنا، وفي جواب الشّرط، كما استفيد الأمر من مثبت الخبر والنّهي من منفيه، وربّما استفيد الأمر من الاستفهام، ولا يتعجّب إلّا من مختصّ، وإذا علم جاز حذفه مطلقا، وربّما أكّد «أفعل» بالنّون، ولا يؤكّد مصدر فعل تعجّب، ولا أفعل تفضيل).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): للتعجّب ألفاظ كثيرة لا يتعرض لها النحويّون، في باب التعجب، كقول العرب: «لله أنت» (٢) و «واها له» (٣) وكقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم -


(١) انظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٠).
التعجب لغة: هو التأثر الحاصل للنفس عند الاستطلاع على أمر زائد عن المعهود للمتأثر، وقيل: هو انفعال يحدث فى النفس عند الشعور بأمر خفي سببه.
واصطلاحا: هو استعظام زيادة في وصف الفاعل، خفي سببها، وخرج بها المتعجب منه عن نظائره، أو قلّ نظيره.
وقيل: هو استعظام فعل فاعل ظاهر المزية بألفاظ كثيرة. ينظر: المقرب لابن عصفور (١/ ٧١)، والشرح الكبير لابن عصفور أيضا (١/ ٤١٩)، والتذييل والتكميل (٤/ ٥٩٥، ٥٩٦)، وشرح الأشموني (٣/ ١٦، ١٧)، وشرح التصريح (٢/ ٨٦، ٨٧).
(٢) في حاشية الصبان (٣/ ١٧): (قوله: «لله أنت»: أي في جميع الكمالات، يدل عليه حذف جهة التعجب، فهو أبلغ من نحو: «لله درك فارسا») اهـ.
(٣) واها: اسم فعل مضارع بمعنى: أعجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>