للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[حكم أنت الذي فعل وفعلت]]

قال ابن مالك: (ويجوز الحضور أو الغيبة في ضمير المخبر به أو بموصوف عن حاضر مقدّم ما لم يقصد تشبيهه بالمخبر به فتتعيّن الغيبة ودون التّشبيه يجوز الأمران إن وجد ضميران).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): «الإشارة بهذا الكلام إلى نحو: أنت الذي فعل وأنت فلان الذي فعل وأنت رجل فعل ففي فعل الأول ضمير عائد على موصول مخبر به، وفي فعل الثاني ضمير عائد على موصول موصوفه مخبر به، وفي فعل الثالث ضمير عائد على نكرة مخبر بها. والمخبر عنه في الأمثلة الثلاثة حاضر مقدم وقد جيء بمضمر خبره غائبا معتبرا به حال المخبر به (٢) ولو جيء به حاضرا معتبرا به حال المخبر عنه جاز فكنت تقول فعلت في الأمثلة الثلاثة لأن المخبر عنه والمخبر به شيء واحد في المعنى. وفي حديث محاجة موسى آدم عليه السّلام: «أنت آدم الّذي أخرجتك خطيئتك من الجنّة، فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك الله برسالاته. وفي رواية: أنت الّذي أعطاه الله علم كلّ شيء واصطفاه على النّاس برسالاته» (٣).

ومن اعتبار حال المخبر عنه قول الفرزدق:

٤٠٣ - وأنت الّذي تلوي الجنود رؤوسها ... إليك وللأيتام أنت طعامها (٤)

-


(١) شرح التسهيل (١/ ٢١٠).
(٢) في شرح التسهيل لابن مالك: حال الخبر وهما سيان.
(٣) الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل مرويّا عن أبي نضرة عن ابن عباس (١/ ٢٨١)، (١/ ٢٩٥) في طلب الشفاعة من الأنبياء يوم القيامة، حيث يذهب الناس إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى إبراهيم عليه السّلام ثم يذهبون إلى موسى قائلين له: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته
وكلمك فاشفع لنا فيأبى ثم يذهبون إلى محمّد صلّى الله عليه وسلّم فيشفع لهم.
(٤) البيت من بحر الطويل من قصيدة طويلة للفرزدق يمدح فيها هشام بن عبد الملك وهي من أجود المدح (الديوان ٢/ ٢٣١) وقبل بيت الشاهد قوله:
وأنت لهذا الناس بعد نبيهم ... سماء يرجى للمحول غمامها
ومعناه: مدح بالشجاعة والكرم. وشاهده: عود الضمير من صلة الموصول الواقع خبرا لمبتدأ هو ضمير مخاطب مراعى فيه حال هذا الضمير.
والبيت في شروح التسهيل لابن مالك (١/ ٢١٠). ولأبي حيان (٣/ ٩٦) وللمرادي (١/ ٢١٣) وليس في معجم الشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>