للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الإشارة إلى المكان]]

قال ابن مالك: (ويشار إلى المكان بهنا لازم الظّرفيّة أو شبهها معطى ما لذا من مصاحبة وتجرّد. وكهنالك ثمّ وهنّا بفتح الهاء وكسرها، وقد يقال هنّت موضع هنّا، وقد تصحبها الكاف، وقد يراد بهناك وهنالك وهنا الزّمان.

وبني اسم الإشارة لتضمّن معناها، أو لشبه الحرف وضعا وافتقارا).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): من قال في الإشارة إلى الشخص القريب ذا، قال في الإشارة إلى المكان القريب هنا دون تنبيه ولا خطاب. ومن رأى مصاحبة التنبيه فقال هذا، قال ها هنا. ومن قال ذاك قال هناك، ومن قال ذلك قال هنالك، ومن سوّى ذاك وذلك ملغيا للتوسط سوّى هناك وهنالك، ومن لم يسوّهما معترفا بالتوسط لزمه مثل ذلك في هناك وهنالك، ومن قال هذاك جامعا بين التنبيه والخطاب قال ها هناك، ولا يقال ها هنالك، كما لا يقال هذالك.

ويشار أيضا إلى المكان البعيد بثمّ وهنّا وهنّا كما يشار إليه بهنالك، وقد يقال هنّاك وهنّاك، وقد يقال هنّت موضع هنّا.

ومن شواهد هذا قول الشاعر:

٥١٢ - كأنّ ورسا خالط اليرنّا ... خالطه من ها هنّا وهنا (٢)

ومن شواهد هنّت قول الآخر:

٥١٣ - وكانت الحياة حين حبّت ... وذكرها هنّت ولات هنّت (٣)

-


- يكون ذاك في هذا البيت عائدا على مفرد وهو المصدر المفهوم من يرجو أي: من دون ذاك الرّجاء».
انظر البيت في: معجم الشواهد (ص ٨٤) وشرح التسهيل (١/ ٢٥٠) والتذييل والتكميل (٣/ ٢٠٩).
وتعليق الفرائد (ص ٧٠٤).
(١) شرح التسهيل (١/ ٢٥٠).
(٢) البيتان من الرجز المشطور نادرا الوجود في كتب النحو واللغة، ولم أعثر على قائلهما.
اللغة: الورس: نبات كالسمسم يزرع في اليمن نافع يطلى به الثياب ويشرب منه للدواء، اليرنّا: الحناء.
وشاهده: الإشارة بهما إلى المكان. والبيت في معجم الشواهد (ص ٥٤٧)، وهو في التذييل والتكميل (٣/ ٢١١)، وشرح التسهيل (١/ ٢٥٠).
(٣) البيتان من الرجز المشطور قالهما رؤبة كما في اللسان (مادة هنا). وشاهدهما واضح.
والبيتان في شروح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٥٠) ولأبي حيان (٣/ ٢١١) وللمرادي (١/ ٢٥٦)، وهو في معجم الشواهد (ص ٤٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>