للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أحكام أفعل التفضيل المجرد من «أل» والإضافة، وأحوال المفضول منه]]

قال ابن مالك: (ويلزم «أفعل» التّفضيل عاريا الإفراد والتّذكير وأن يليه أو معموله المفضول مجرورا بـ «من» وقد يسبقانه ويلزم ذلك إن كان المفضول اسم استفهام أو مضافا إليه، وقد يفصل بين «أفعل» و «من» بـ «لو» وما اتّصل بها ولا يخلو المقرون بـ «من» في غير تهكّم من مشاركة المفضّل في المعنى، أو تقدير مشاركته وإن كان «أفعل» خبرا حذف للعلم به المفضول غالبا ويقلّ ذلك إن لم يكن خبرا ولا تصاحب «من» المذكورة غير العاري إلّا وهو مضاف إلى غير معتدّ به أو ذو ألف ولام زائدتين، أو دالّ على عار متعلّق به «من» أو شاذّ).

ــ

ومن النّادر قراءة الآية (١): سيعلمون غدا من الكذاب الأشر (٢) وكما ندر ردّ الهمزة في التفضيل نذر سقوطها

في التعجّب، فقيل: ما خيره، بمعنى: ما أخيره، وما شرّه، بمعنى: ما أشرّه، وشذّ حذف همزة «أحبّ» في التفضيل، كقول الأحوص:

٢٠٩٠ - وزادني كلفا بالحبّ أن منعت ... وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا (٣)

قال ناظر الجيش: اعلم أنّ لـ «أفعل» التّفضيل استعمالات ثلاثا لا يتجاوزها وهي أن تقرن به «من» ومجرورها، ويعبّر عنه بالعاري أي عن اللام والإضافة، وأن تباشره اللام، وأن يضاف.

وقد تكلم المصنف على المقرون بـ «من» هنا إلى آخر هذا الفصل وتكلم في الفصل الذي يليه على الاستعمالين الآخرين. والسبب في أنّ «أفعل» التفضيل لا يتجاوز ثلاثة الاستعمالات أنّ الغرض منه إفادة الزيادة في موصوفه على غيره -


(١) نسبت القراءة المذكورة في البحر المحيط (٨/ ١٨٠) لقتادة وأبي قلابة، وفي المحتسب (٢/ ٢٩٩):
(الأشر - بتشديد الراء - هو الأصل المرفوض؛ لأن أصل قولهم: هذا خير منه، وهذا شر منه: هذا أخير منه وهذا أشر منه) اهـ.
(٢) سورة القمر: ٢٦.
(٣) سبق تخريج هذا الشاهد.
والشاهد فيه هنا قوله: «وحبّ شيء» حيث حذف همزة أفعل التفضيل من «حبّ» شذوذا وهو نادر لا يقاس عليه، ولم يوجد في السعة إلا في «خير وشرّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>