للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[بعض المنصوبات لا تجوز إنابتها]]

قال ابن مالك: (ولا ينوب خبر كان المفرد خلافا للفرّاء، ولا مميّزه خلافا للكسائيّ ولا يجوز: كين يقام، ولا: جعل يفعل؛ خلافا له وللفرّاء).

ــ

بمفعولين صحيحين، وهؤلاء يقولون: إنما جوّز إقامة الأول من باب ظن بلا خلاف وإن كان غير متمحض للمفعولية؛ لأنه لا مندوحة لنا عن ذلك، وأما في باب أعلم فلنا مندوحة (١)، وقد عرفت أن المصنف وافق القائلين بجواز إقامة الثاني (٢)، وأما إقامة الثالث فالمفهوم من كلام المصنف جوازها؛ لأنه قال: (ولا تمتنع نيابة غير الأول من المفعولات)، وثالث أعلم تشمله هذه العبارة.

قال الشيخ: وقد ذكر صاحب المخترع جواز ذلك عن بعضهم فقال: لا يجوز إقامة الثاني والثالث في باب أعلم عند من أجاز ذلك إلا بشرط أن لا يلتبس نحو:

أعلم زيدا كبشك سمينا، وأعلم زيدا كبشك سمين، لكن نقل عن ابن هشام الخضراوي أنه ذكر الاتفاق على أنه لا يجوز في باب أعلم إقامة الثالث (٣). انتهى.

وقال الإمام بدر الدين ابن المصنف: إن إقامة الثالث لا تجوز بالإجماع (٤).

قال ناظر الجيش: قال المصنف: حكى السيرافي في شرح الكتاب أن الفراء يجيز:

كين [٢/ ٢٥٩] أخوك في: كان زيد أخاك، وزعم أنه ليس من كلام العرب، ورد عليه بأن قال: هو فاسد؛ لعدم الفائدة، ولاستلزامه وجود خبر عن غير مذكور ولا مقدر (٥)، -


(١) في شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٥٣٨، ٥٣٩): «وإن كان من باب أعلمت لم يجز إلا إقامة الأول خاصة نحو: أعلمت زيدا عمرا منطلقا، فتقول: أعلم زيد عمرا منطلقا، ولا يجوز خلاف ذلك؛ وذلك أن الأول من باب أعلمت مفعول صحيح والاثنين الباقيين ليسا كذلك، بل أصلهما المبتدأ والخبر فلما اجتمع المفعول الصحيح مع غيره لم يقم إلا المفعول الصحيح، وأما في باب كسوت فكلا المفعولين فيه مفعول صحيح، وفي باب ظننت كلاهما غير صحيح؛ لأن أصلهما المبتدأ والخبر، ولذلك تكافا المفعولان في البابين - أعني في باب كسوت وفي باب ظننت - بخلاف باب أعلمت» اه.
وينظر: المقرب (١/ ٨١)، والتذييل (٢/ ١٢١٠)، والبهجة المرضية (ص ٥١).
(٢) سبق شرحه.
(٣) التذييل (٢/ ١٢١١).
(٤) في شرح الألفية لابن الناظم (ص ٩١): «ولم يجز نيابة الثالث باتفاق» اه.
وينظر: شرح الألفية للمرادي (٢/ ٣٥) وفيه أن ذلك مذهب ابن هشام الخضراوي وابن أبي الربيع وابن المصنف.
(٥) في شرح السيرافي للكتاب (٢/ ٣٠٤) تحقيق د. دردير أبو السعود: «وكان الفراء يجيز: كين أخوك في: كان زيد أخاك، ويزعم أنه ليس من كلام العرب، ولكن على القياس وقد بينا القياس في فساد ذلك» اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>