للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[توكيد الضمير المتصل مرفوعا أو منصوبا]]

قال ابن مالك: (ويؤكّد بضمير الرّفع المنفصل المتّصل مطلقا، ويجعل المنصوب المنفصل في نحو: رأيتك إيّاك توكيدا لا بدلا وفاقا للكوفيّين).

ــ

وقد يشعر قول المصنف: وقد جعل ابن السراج من التوكيد اللفظي هذا البيت أنه لا يرى ذلك. ولا شك أن قول الشاعر ثلاث تحيات ينفي إرادة التوكيد؛ لأن التوكيد لا يكون معه تعدد إنما الكلام جملة واحدة وإنما هي مكررة والظاهر أن مراد الشاعر أنني أقول: اسلمي ثم أقول: اسلمي ثم أقول: اسلمي ولا أكتفي بواحدة وذلك لعظم قدر المدعو له عنده. وأما قوله في الشرح: فالأجود الفصل بينهما بعاطف فالظاهر أن المراد بالعطف ثم، كما صرح

بثم في المتن فإطلاق الشرح مقيد بما هو في متن الكتاب.

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): لا خلاف بين النحويين في توكيد الضمير المتصل مرفوعه ومنصوبه ومجروره بضمير الرفع المنفصل نحو: فعلت أنت ولقيتك أنت ومررت بك أنت. واختلف في ضمير النصب المنفصل الواقع بعد ضمير النصب المتصل نحو: رأيتك إياك فجعله البصريون بدلا وجعله الكوفيون توكيدا.

وقولهم عندي أصح من قول البصريين، لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب المتصل في نحو: رأيتك إياك نسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل في نحو:

فعلت أنت، والمرفوع توكيد بإجماع فليكن المنصوب توكيدا ليجري المتناسبان مجرى واحدا (٢) - انتهى.

* * *


(١) شرح التسهيل (٣/ ٣٠٥).
(٢) ينظر في ذلك الأشموني (٣/ ٨٤)، والتصريح (٢/ ١٢٨) وما بعدها، والرضي (١/ ٣٣٢)، والهمع (٢/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>