كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الحادي والأربعون باب الإضافة - [الإضافة إلى ياء المتكلم وأحكامها] - ج: 7 - ص: 3267

[[الإضافة إلى ياء المتكلم وأحكامها]]

قال ابن مالك: (فصل: الأصحّ بقاء إعراب المعرب إذا أضيف إلى ياء المتكلّم ظاهرا في المثنّى مطلقا، وفي المجموع على حدّه غير مرفوع، وفيما سواهما مجرورا، ومقدّرا فيما سوى ذلك، ويكسر متلوّها إن لم يكن حرف لين يلي حركة، وتفتح الياء أو تسكّن، وإن نودي المضاف إليها إضافة تخصيص جاز أيضا حذفها وقلبها ألفا، والاستغناء عنها بالفتحة، وربّما وردت الثّلاثة دون نداء، وقد يضمّ فيه ما قبل الياء المحذوفة وتنوى الإضافة، ويفتح في الحالين بعد حرف اللّين التّالي حركة، ويدغم فيها إن كان ياء أو واوا، وإن كان ألفا لغير تثنية جاز في لغة هذيل القلب والإدغام، وربّما كسرت مدغما فيها أو بعد ألف ويجوز في «أبي وأخي»: «أبيّ وأخيّ» وفاقا لأبي العبّاس، وحذف ميم الفم مضافا أكثر من ثبوته، و «فيّ» مع حذف الميم واجب).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): من المضاف إلى ياء المتكلم ما كان مبنيّا قبل الإضافة كـ «لدن» و «أحد عشر» وما كان معربا قبلها - وهو الكثير - فما كان مبنيّا لا يزال مبنيّا، وما كان معربا يعرض له تقدير الإعراب بعد أن كان ظاهرا ما لم يكن مثنى؛ فيظهر إعرابه في الأحوال الثلاثة، وكذا المجموع على حد التثنية في حالي الجر والنصب، وأما في حال الرفع فيقدر إعرابه كقول الشاعر:

٣٠٨٣ - أودى بنيّ وأودعوني حسرة ... عند الرّقاد وعبرة لا تقلع (٢)

وزعم الجرجاني (٣)، ووافقه ابن الخشاب (٤)، والمطرزي (٥)، وهو الظاهر من -

---

(١) شرح التسهيل (٣/ ٢٧٩).
(٢) من الكامل لأبي ذؤيب الهذلي. ديوان الهذليين (١/ ٢) وفيه: «غصة» بدل «حسرة» و «بعد» بدل «عند»، والأشموني (٢/ ٢٨١)، والتصريح (٢/ ٦١)، والعيني (٣/ ٤٩٨).
(٣) عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني واضع أصول البلاغة، له الجمل في النحو، والتتمة، والمغني في شرح الإيضاح، والمقتصد مختصر المغني، وله في البلاغة: الدلائل، والأسرار، وغير ذلك (ت: ٤٧١ هـ) سبقت ترجمته.
(٤) عبد الله بن أحمد بن الخشاب البغدادي له المرتجل في شرح الجمل (ت: ٥٦٧ هـ). الأعلام (٤/ ١٩١)، والإنباه (٢/ ٩٩) وانظر رأيه هذا في
شرحه على الجمل (٣٦٢).
(٥) أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم الخوارزمي، تتلمذ على ضياء الدين المكي تلميذ الزمخشري. له -