للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أنواع الإعراب]]

قال ابن مالك: (وأنواع الإعراب: رفع ونصب وجرّ وجزم وخصّ الجرّ بالاسم؛ لأنّ عامله لا يستقلّ فيحمل غيره عليه، بخلاف الرّفع والنّصب وخصّ الجزم بالفعل لكونه فيه كالعوض من الجرّ).

ــ

والجواب: أنه لا يلزم من اعتبار لزوم الإضافة في أي، اعتباره في لدن؛ لجواز أن يمنع منه مانع (١)، وبتقدير التسليم فليس شبه لدن بعند كشبه أي بكل وبعض. ولو سلم فليس لدن بمعنى عند. وقد قال المصنف في باب الظروف (٢):

«وليست لدى بمعناها بل بمعنى عند على الأصحّ»، فدل على أن معنى لدن ومعنى عند غيران (٣).

قال ناظر الجيش: إنما قال: وأنواع الإعراب لما علم من أن الإعراب عنده لفظي.

ومن الإعراب عنده معنوي (٤)، يقول: ألقاب الإعراب وعلامات الإعراب.

«ولما كان المضارع شريك الاسم في الإعراب، وكان الكلام في الإعراب عموما لم يستغن عن ذكر الأنواع الأربعة.

وقدم الرفع لأن الكلام قد يستغني به عن غيره، وقدم الجر لأنه خاص بما هو أصل وأخر الجزم لأنه خاص بما هو فرع (٥). -


(١) وهو مجيء غدوة بعدها منصوبة (كتاب سيبويه: ١/ ٥٩)، واستشهدوا له بقول الشاعر (من الطويل):
فما زال مهري مزجز الكلب منهمو ... لدن غدوة حتّى دنت لغروب
(٢) انظر تسهيل الفوائد (ص ٩٧). والضمير في بمعناها يعود على لدن بالنون.
ومعنى كلامه: أن لدى ليست بمعنى لدن وإنما لدى بمعنى عند؛ فينتج أن لدن ليست بمعنى عند وهو المقصود.
وانظر ستة أمور تختص بها لدن دون عند في حاشية الصبان (٢/ ٢٦٤).
(٣) قوله: غيران: هكذا ورد في المخطوطة الأصل ومعناه متغايران. أما ضبطه فهو غريب: هل هو مثنى غير كبعل لم يرد، وإنما الذي ورد أن يجمع غير التي بمعنى سوى على أغيار.
ولعل ضبطه بكسر أوله وفتح ثانيه، ففي اللسان قولهم: لا أراني الله بك غيرا. والغير من تغير الحال وهو اسم بمنزلة القطع والعتب وما أشبههما.
وفيه أيضا الغير من قولك: غيرت الشيء فتغير (اللسان: مادة غير).
(٤) انظر الاختلاف في ذلك في أول هذا الباب.
(٥) المقصود بالأصل هو الاسم وبالفرع هو الفعل، وهذا معلوم مما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>