للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[إدخال حرف التعريف على العدد]]

قال ابن مالك: (وإذا قصد تعريف العدد أدخل حرفه عليه، إن كان مفردا غير مفسّر، أو مفسّرا بتمييز وعلى الآخر إن كان مضافا، أو علما، شذوذا لا قياسا، خلافا للكوفيّين وتدخل على الأول، والثّاني، إن كان معطوفا، ومعطوفا عليه، وعلى الأول إن كان مركّبا، وقد يدخل على جزءيه بضعف، وعليهما وعلى التّمييز بقبح).

ــ

علما ونظرا واجتهادا؛ فهو ينبّه على ما لم ينبّهوا عليه، كما أنّهم هم أيضا يذكرون ما لا يذكره، ويشيرون إلى ما لا يشير إليه، ولا شكّ أنّ فضل ابن مالك لا يجهل ولكن:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم (١) وهبني قلت: هذا الصّبح ليل

أيعمى العالمون عن الضّياء (٢)

قال ناظر الجيش: [٣/ ٧٢] قد تقدّم أنّ العدد أربعة أنواع، وهي التي تضمنها كلام المصنف هنا، حيث أشار إلى حكم اللام أعني لام التعريف، ولا شك أنّ تعريف المفرد بإدخال الألف واللام واضح؛ لأنك تقول: الواحد، الاثنان، الثلاثة، -


(١) نسب البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه (ص ١٢٩) تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، نشر مكتبة نهضة بغداد، طبعة. دار المعارف بغداد (١٣٨٤ هـ/ ١٩٦٤ م).
ولم يرد البيت هنا لشاهد نحوي، ولكن ناظر الجيش يشير به إلى حقد الشيخ أبي حيان على العلامة ابن مالك، حيث لم يبلغ شأوه، والناس أعداء وخصوم لمن يتفوق عليهم.
(٢) هذا البيت من الوافر، وقائله أبو الطيب المتنبي، ينظر: ديوانه (١/ ٩) وهذا البيت كسابقه، لم يرد هنا لشاهد نحوي، وإنما يشير ناظر الجيش - متمثلا بهذا البيت - إلى حقيقة، وهي أن الواضح من الأمور لا يخفي حقيقته المغالطات والأكاذيب.
وقد تمثل ناظر الجيش بهذا البيت قبل ذلك، بعيد قوله: «وقد تكلم الشيخ هنا في جانب المصنف بكلام غير مناسب، وجعله مكابرا، ومكذبا لسيبويه، واعتذر عنه بأنه قليل الإلمام بكتاب سيبويه، وأنه يلمح شيئا منه يبادئ النظر، فيستدل به، من غير تتبع لما قبله، ولما بعده، وكم شيء فاته من علم سيبويه، لقلة إلمامه به» ثم قال: «والمصنف لم يجهل أن سيبويه قال ذلك، ولو جهله لم يصرح في الشرح بخلافه، حيث قال: «خلافا لسيبويه ومن تبعه» ولكن هذه عادة الشيخ مع المصنف».
ينظر: تمهيد القواعد (١/ ٥٠٥، ٥٠٦) (قسم الدراسة) تحقيق د/ علي فاخر، رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>