فكأن المصنف جوزي بالوقوع في حقه عما وقع به في حق الزمخشري».
[خامسا: ناظر الجيش وابن الحاجب]
كتب ابن الحاجب، من كافيته في النحو وشرحه عليها، وشافيته في الصرف، وأماليه المختلفة وشرحه على مفصل الزمخشري، كل ذلك كان له قدره عند النحويين عامة وعند ناظر الجيش خاصة.
وقد وقف ناظر الجيش من ابن الحاجب موقف المجلّ في بعض الأحيان، وموقف المعارض. فمن مواقف الإجلال قوله في حد التمييز: وحدّ ابن الحاجب أفضل من حدّ ابن مالك، وقوله: وقد نبه ابن الحاجب على ذلك بأخصر عبارة وألطف إشارة؛ حيث قال بعد يا أيها الرجل، ويا هذا الرجل ويا أيهذا الرجل: والتزموا رفع الرجل لأنه المقصود وتوابعه لأنها توابع معرب.
وفي موقف آخر قال عنه: ورأي ابن الحاجب في هذه المسألة كرأي المصنف فيها وقد استدرك المنتقدون على ابن الحاجب رحمه الله تعالى.
[سادسا: ناظر الجيش وابن عصفور]
أما ابن عصفور فهو أكثر النحويين إجلالا لدى ناظر الجيش، وقد وقف على كتبه كلها؛ وقف على مقربه وشرحه، وشرحه لجمل الزجاجي، وشرحه لإيضاح الفارسي فانتقى منها ما وافق المقام ولكن مع يقظة وانتباه؛ فحينا كان يحكم بالصواب وقوة الرأي وحينا كان يحكم بغير ذلك وحينا كان يدفع رأي ابن عصفور وحينا كان يقره ويرضاه. ومن هنا طال وقوف ناظر الجيش مع ابن عصفور مادحا أو قادحا.
فمن المدح قوله: ويقال: إن بعض ملوك العرب سأل ابن عصفور عن هذه المسألة - وكان ذلك بحضرة جمع من النحاة - فشرع في ذكر ما ينتصب بعامل واجب الحذف إلى أن أتى على جميع ما تضمنته أبواب العربية من ذلك في مجلسه على الفور دون تروّ فقضى له حينئذ بالعجب وشهد له بالتبريز في هذا الفن. وكثيرا ما كان يقول: والذي ذكره ابن عصفور أقرب إلى الحق،