غير أن هناك بعض الدوافع التي دفعت ناظر الجيش إلى تأليف هذا الشرح أشار إليها فيما يلي:
١ - أنه رأى شرح الإمام جمال الدين بن مالك لا يرضى عنه الناظر فيه؛ لاختصاره وغموض بعض موضوعاته؛ فأراد أن يضع شرحا أكثر بسطا وأعم نفعا.
٢ - أنه رأى شرح الشيخ أبي حيان قد خرج عن المقصود؛ بسبب الإطالة والاتساع، كما أنه رأى الشيخ قد تحامل على المصنف - وهو ابن مالك - في الرد والمؤاخذات، فأراد أن ينتصر له ويجيب عن مؤخذات الشيخ، وأن يضرب بقدحه بين الأقداح، فيضع شرحا يجمع بين الشرحين، مضافا إليه ما يراه من زيادات وما يفتح الله به عليه من تنقيحات تنفع طلاب العلم.
[زمن تأليف الكتاب]
ذكر الشيخ محب الدين محمد بن يوسف ناظر الجيش، في مقدمة كتابه:
أنه بدأ في تأليف هذا الشرح في مقتبل عمره وريعان شبابه وأوائل صباه؛ غير أن هناك عوائق عاقت عن إتمامه ووقفت حائلا دون إكماله، فتوقف عن مواصلة التأليف فيه لكثرة مشاغله؛ حيث تولى مناصب مهمة في الدولة كما سبق أن ذكرنا، وإليك نص ما ذكره في مقدمة الكتاب يقول:
«وقد كنت شرعت في ذلك والزمان غض، والشباب غير مبيض، فلما عاقت عنه العوائق، وتقاصر العزم لما نبا الطلبة عن تلك الطرائق، وشغلتني الخدم، وتحققت ما رأيته من قصور الهمم، أحجمت عن إتمامه من غير فترة، وتركت العمل فيه؛ وإن كانت الرغبة في ذلك مستمرة، إلى أن منّ الله تعالى على الإسلام والمسلمين بمن أحيا موات العلم في العالمين وغمر بصدقاته جميع الطالبين، واعتنى بأمور العلماء وإن كانوا عن مصالحهم غافلين، ومن أضحى وأزر الدين به قوي، وظمأ الإسلام بملاحظته روي، وزند النجح بآرائه السعيدة وري؛ وهو المعز الأشرف العالي المولوي السيدي المالكي المخدومي الكهفي