للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تخفيف أن وكأن وأحكام ذلك - اللغات في لعل والجر بها]

قال ابن مالك: (فصل: لتأوّل «أنّ» ومعموليها بمصدر قد تقع اسما لعوامل هذا الباب مفصولا بالخبر، وقد تتّصل بـ «ليت» سادّة مسدّ معموليها. ويمنع ذلك في «لعلّ» خلافا للأخفش وتخفّف «أنّ» فينوى معها اسم لا يبرز إلّا اضطرارا، والخبر جملة اسمية مجرّدة أو مصدّرة بـ «لا» أو بأداة شرط أو بـ «ربّ» أو بفعل يقترن غالبا إن تصرّف ولم يكن دعاء بـ «قد» أو بـ «لو» أو بحرف تنفيس أو نفي، وتخفّف «كأنّ» فتعمل في اسم كاسم أنّ المقدّر والخبر

جملة اسميّة أو فعليّة مبدوءة بـ «لم» أو «قد» أو مفرد، وقد يبرز اسمها في الشّعر، ويقال: «أما إن جزاك الله خيرا». وربما قيل: أن جزاك الله، والأصل أنّه، وقد يقال في «لعلّ»: «علّ» «ولعنّ» و «عنّ» و «لأنّ» و «أنّ» و «رعنّ» و «رغنّ» و «لغنّ» و «لعلّت».

وقد يقع خبرها «أن يفعل» بعد اسم عين حملا على «عسى» والجرّ بـ «لعلّ» ثابتة الأوّل أو محذوفته مفتوحة الآخر أو مكسورته لغة عقيليّة).

قال ناظر الجيش: قال المصنف رحمه الله تعالى (١): قد أشير في باب الابتداء أن من المبتدآت الواجب تقدم أخبارها «أنّ» وصلتها نحو: عندي أنك فاضل، وقد تدخل عليها «إن» أو إحدى أخواتها، فيلزم الفصل بالخبر نحو: إنّ عندي أنك فاضل (٢)، وكأن في نفسك أني سائل. وقد تدخل ليت بلا فصل كقول الشاعر:

١٠٠٢ - فياليت أنّ الظّاعنين تلفّتوا ... فيعلم ما بي من جوى وغرام (٣)

-


(١) شرح التسهيل لابن مالك: (٢/ ٣٩) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ود/ بدوي المختون.
(٢) في الكتاب (٣/ ١٢٤): «واعلم أنه ليس يحسن أن تلي «إنّ»، «أنّ» ولا «أنّ» «إنّ». ألا ترى أنك لا تقول: إن أنك ذاهب، في الكتاب، ولا تقول قد عرفت أنّ إنّك منطلق في الكتاب. وإنما قبح هذا هنا كما قبح في الابتداء. اه. وفي هامش ٣ من الصفحة نفسها نقلا عن السيرافى علل ذلك، فقال: قال كما كرهوا الجمع بين اللام وإنّ «فإن فصلت بينهما أو عطفت حسن فالفصل قولك إنّ لك أنك تحيا وتكرم والعطف قولك إن كرامتك عندي وأنك تعان. اه. وينظر في هذه المسألة أيضا المقتضب (٢/ ٣٤٢).
(٣) لم أجد هذا البيت إلا في التذييل (٢/ ٧٦٥). وهو من بحر الطويل لقائل مجهول.
والشاهد قوله: (فيا ليت أن الظاعنين تلفتوا) حيث وقعت «أنّ» ومعمولاها بعد «ليت» وسدت مسد معموليها ولم يفصل بين «أنّ» وليت بفاصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>