للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معاني افعلّ بتشديد اللام وافعوعل]

قال ابن مالك: (ومنها للألوان «افعلّ» غير مضاعف العين، ولا معتلّ اللام دون شذوذ، وقد تلي عينه ألف، وقد يدلّ بحاليه على عيب حسّيّ، وربّما طاوع «فعل» وقد يدلّان على غير لون وعيب، وإفهام العروض مع الألف كثير، وبدونها قليل، ومنها «افعوعل» للمبالغة وللصّيرورة وقد يوافق استفعل ويطاوع فعل).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): أصل «افعلّ»: افعلل، ويدل على ذلك وجوب استعماله مفتوح العين مع «تاء» الضمير: و «نونيه» نحو: احمررت، واحمررنا، واحمررن، وشرط ما يصاغ: أن لا يكون مضاعف العين كـ «أحمّ» (٢)، ولا معتلّ اللّام كـ «ألمى» (٣)، وشذّ قولهم: «ارعوى» مطاوع رعوته بمعنى:

كففته (٤) من ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه من معتلّ اللّام.

الثاني: أنه لغير لون ولا عيب حسّي.

الثالث: أنه مطاوع، والمطاوعة في هذا النوع نادرة.

وإنما حقّ هذا الوزن أن يكون مقتضبا (٥) كـ «ابيضّ» و «احمرّ»، أو موافقا لـ «فعل» أو «فعل» كـ «اسمرّ، و «سمر» و «سمر»، وأن يدل على لون وهو -


(١) انظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٥٩).
(٢) في اللسان (حمم): «قال ابن سيده: والحمّة: لون بين الدّهمة والكمتة يقال: فرس أحمّ بيّن الحمّة، والأحمّ: الأسود من كل شيء»، وانظر أساس البلاغة (١/ ٢٠٠) (حمم) فلا يصح أن يصاغ من (أحمّ) على مثال: افعلّ فلا يقال: احممّ لما فيه من الثقل.
(٣) في اللسان (لما): «واللّمى مقصور: سمرة الشفتين واللثات يستحسن، وقيل: شربة سواد» وفيه:
«ورجل ألمى وامرأة لمياء وشفة لمياء: بيّنة اللّمى» فلا يصاغ من «ألمى» على «افعلّ» فلا يقال: الميّ لما فيه من الثقل كسابقه، وانظر الهمع (٢/ ١٦٢).
(٤) في اللسان (رعى) عن ابن سيده: «وارعوى يرعوي أي: كفّ عن الأمور» وعن الأزهري:
«ارعوى جاء نادرا قال: ولا أعلم في المعتلات مثله كأنهم بنوه على الرّعوى وهو الإبقاء».
(٥) المقتضب من الأبنية: المرتجل وهو ما ليس منقولا عن فعل ثلاثي مشترك معه في أصل معناه. انظر شرح الشافية (١/ ١١٢، ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>