للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الإدغام في ثاني اللامين]]

قال ابن مالك: (ويعلّ ثاني اللّامين في «افعلّ» و «افعالّ» من ذوات الياء، والواو، فلا يلتقي مثلان فيحتاج إلى الإدغام خلافا للكوفيّين في المثالين، وفي مثل سبعان من القوّة ثلاثة أوجه، أقيسها إبدال الضّمّة كسرة، وتاليتها ياء، والإدغام أسهل من الفكّ، ولا يجوز إدغام في مثل جحمرش من الرّمي، لعدم وزن الفعل خلافا لأبي الحسن).

ــ

سبق، أما سكون الثاني جزما فيجوز فيه: الفك، والإدغام، نحو: لم يردّ ولم يردد، وردّ واردد، ولغة الحجاز (١): الإظهار والفك، ولغة تميم، الإدغام وقرئ بهما في: ويحيى من حى عن بينة (٢)، وتقول: اقتتلوا اقتتالا بالفك، وقتّالا بالإدغام، ومثلها: احوواء، وحوّاء عند الأخفش، وعند غيره حيّاء.

وقد يرد - شذوذا - الإدغام في ياءين، غير لازم تحريك ثانيهما، نحو: يعيي فتدغم، وليس تحريك الثانية بلازم؛ لأنها تسكن في الرفع، وتحرك في النصب.

كقوله:

٤٣٧٨ - وكأنها بين النّساء سبيكة ... تمشي بسدّة بيتها فتعييّ (٣)

وهذا البيت لا يقاس عليه، قال النحاس (٤): أجاز الفراء الإدغام في المستقبل، واحتج بأن الياء قد تتحرك نحو: أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٥) ولا وجه لقوله عند البصريين؛ لأن التحريك عارض، وقيل: إنه طعن على قائله، وحكم عليه بالشذوذ.

الشّرح: يشير ابن مالك بذلك إلى حكم الإدغام في ثاني (٦) اللامين المعلين في: -


(١) انظر: الشافية (٣/ ٢٦٠)، والكتاب (٤/ ٤٣٩).
(٢) سورة الأنفال: ٤٢.
(٣) البيت من الكامل، ولا يعرف قائله، وانظر الدرر (١/ ٣١)، والهمع (١/ ٥٣)، والعيني (٤/ ٣٤٩)، وسدة البيت: بابه، والشاهد: قوله:
فتعييّ، حيث جاء مدغما، وهو شاذ لا يقاس عليه؛ لأنه أدغم اعتدادا بالحركة العارضة.
(٤) انظر: المساعد (٤/ ٢٦١).
(٥) سورة الأحقاف: ٣٣.
(٦) انظر: شفاء العليل (٣/ ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>