للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[روابط الخبر الجملة - جمل لا تحتاج إلى رابط]

قال ابن مالك: (وإن اتّحدت بالمبتدأ معنى هي أو بعضها، أو قام بعضها مقام مضاف إلى العائد استغنت عن العائد، وإلّا فلا).

ــ

في زيد اضربه، وقوي النصب، عكس زيد ضربته يعني في باب الاشتغال؛ لأن المشبه لا يقوى قوة المشبه به.

قال ناظر الجيش: لما كانت الجملة مفيدة (١) مستقلة بنفسها لزم أن يكون بينها وبين ما وقعت خبرا عنه ارتباط؛ ليعلم أنها خبر عن ذلك المبتدأ؛ إذ لو لم يكن ذلك وقلت:

زيد قام عمرو لكان قام عمرو كلاما مستقلّا، ولم يعلم تعلقه بزيد ولا ارتباطه به.

إذا عرف هذا فنقول: الجملة الواقعة خبرا إما أن تكون نفس المبتدأ فيكون ذلك كافيا في الربط، ولا يحتاج إلى شيء آخر، وإما ألا يكون كذلك فلا بد [١/ ٣٥٣] لها من رابط يربطها بالمبتدأ، والرابط إما ضمير يعود على المبتدأ، أو ما يقوم مقام الضمير، والذي يقوم مقام الضمير أحد ثلاثة أشياء: إما إعادة المبتدأ بلفظه، وإما إشارة مشار به إلى المبتدأ، وإما عموم في الخبر يدخل تحته المبتدأ.

وقد اشتمل كلام المصنف على الأقسام كلها كما سأبينه، وأنا أذكر كلامه في الشرح أولا ثم أعود إلى البيان.

قال رحمه الله تعالى (٢): «الجملة المتحدة بالمبتدأ معنى كلّ جملة مخبر بها عن مفرد يدل على جملة كحديث وكلام، ومنه ضمير الشأن والقصة، كقوله تعالى:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (٣)، وكقوله تعالى: فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (٤) ومن الإخبار بجملة عن مفرد اتحدت به معنى قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أفضل ما قلته أنا والنّبيون من قبلي (قول) لا إله إلّا الله (محمّد رسول الله) (٥)» (٦). -


(١) كلمة مفيدة ناقصة من نسخة الأصل، وهي في نسخة الدار.
(٢) شرح التسهيل (١/ ٣١٠، ٣١١).
(٣) سورة الإخلاص: ١.
(٤) سورة الأنبياء: ٩٧.
(٥) ما بين القوسين ساقط من نسخة الأصل.
(٦) جعله الأشموني في شرحه على الألفية حديثا: (١/ ١٩٧) ونسبه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وذكره السيوطي في الهمع شاهدا، ولم ينسبه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: (١/ ٩٦) وكذلك فعل أبو حيان (التذييل والتكميل: ٢/ ١٦٨) ولم أستطع أن أعثر عليه في كتب الأحاديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>