للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الباب الرابع عشر باب أفعال المقاربة]

[[سردها وعملها ومعانيها]]

قال ابن مالك: (منها للشّروع في الفعل: طفق وطبق وجعل وأخذ وعلق وأنشأ وهبّ وقام، ولمقاربته: هلهل وكاد وكرب وأوشك وأولى، ولرجائه عسى وحرى واخلولق، وقد ترد عسى إشفاقا ويلازمهنّ لفظ المضيّ إلّا كاد وأوشك، وجعل وعملها في الأصل عمل كان، لكن التزم كون خبرها مضارعا مجرّدا مع هلهل وما قبلها ومقرونا بأن مع أولى وما بعدها وبالوجهين مع البواقي، والتجريد مع كاد وكرب أعرف وعسى وأوشك بالعكس).

قال ناظر الجيش: اعلم أن الأفعال المذكورة في هذا الباب هي في التحقيق من أخوات كان وذلك لأنها تأتي لإفادة تلبس فاعلها بصفة مقيدة بمعنى الفعل المسند، وإنما خالفت كان في أن خبرها يكون شيئا خاصّا لا يخبر عنها بغيره وتسمى أفعال المقاربة مع أن منها ما هو للرجاء ومنها ما هو للشروع (١) فقيل هذا من إطلاق اسم البعض وإرادة الكل وهو مجاز مستعمل وكلام ابن الحاجب يقتضي أنها كلها للمقاربة فإنه قال: هي للمقاربة إما من رجاء أو حصول أو أخذ فيه (٢) ولا يبعد ما قاله عن الصواب، فإن المقاربة قد تكون على سبيل الرجاء، وقد تكون على سبيل الحصول وقد تكون على سبيل أن المخبر قد قارب الشروع في ذلك الأمر المخبر به (٣).

ولنورد كلام المصنف، قال رحمه الله تعالى: حق أفعال هذا الباب أن تذكر في -


(١) يشير إلى أن معاني هذه الأفعال ثلاثة: المقاربة وتفيدها كاد وكرب وأوشك وغيرها والرجاء وتفيده عسى وحرى واخلولق. والشروع وتفيده طفق وأنشأ وأخذ وأفعال أخرى غير ذلك.
(٢) انظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب (٢/ ٩٠)، والكافية في النحو (ص ٢٠٩). قال الرضي معلقا على ذلك: قوله إن دنوّ الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه، فيه خبط لأن نصب هذه المصادر على التمييز في الظاهر وهو تمييز نسبة فيكون فاعلا للدّنوّ في المعنى أي دنوّ رجاء الخبر أو حصوله أو الأخذ فيه وليس عسى لدنو رجاء خبره بل لرجاء دنو خبره على ما ذهب إليه وكذا طفق وأخواته (شرح الكافية للرضي: ٢/ ٣٠١).
(٣) هذا التخريج الذي خرج به الشارح هنا كلام ابن الحاجب رده الرضي كما رأينا في تعقيبه على كلام ابن الحاجب السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>