للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الحديث عن ضمائر الرفع المنفصلة]]

قال ابن مالك: (فصل: من المضمر منفصل في الرّفع منه للمتكلّم أنا محذوف الألف في وصل عند غير تميم، وقد يقال: هنا وأن، ويتلوه في الخطاب تاء حرفيّة كالاسميّة لفظا وتصرّفا، ولفاعل نفعل نحن، وللغيبة هو وهي وهم وهنّ، ولميم الجمع في الانفصال ما لها في الاتّصال).

ــ

كما أنها هي الباقية في: أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي (١)، وقد تقدم الكلام على ذلك» انتهى (٢).

وذهب بعضهم إلى أن المحذوف في فليني نون الوقاية (٣). ويشعر كلام المصنف بالخلاف؛ لأنه قال: «وهي الباقية في فليني لا الأولى وفاقا لسيبويه».

قال الشيخ: «والّذي أختاره أنّ المحذوف نون الوقاية؛ لأن نون الإناث ضمير ونون الوقاية حرف» (٤).

قال ناظر الجيش: لما أنهى الكلام على المضمر المتصل مستكنّه وبارزه، شرع في الكلام على المنفصل:

وهو قسمان: مرفوع الموضع ومنصوبه، وليس لهم منفصل مجرور، بل المجرور كله متصل.

أما المرفوع فأصوله خمسة ألفاظ، وهي: أنا، نحن، أن، هي، هو، وبقية الألفاظ فروع عنها كما سيبين.

أما أنا فذهب البصريون (٥) إلى أن أصله الهمزة والنون، وأن الألف فيه زائدة يؤتى بها للوقف، كما يؤتى بهاء السكت؛ بدليل حذفها في الوصل، وبأن الهاء -


(١) سورة الزمر: ٦٤. وقد سبق ذكر القراءات المختلفة في هذه الآية في هذا التحقيق.
(٢) شرح التسهيل (١/ ١٤٠)، وسبق في هذا التحقيق ذكر أدلة ترجيح أن الباقي بعد الحذف نون الوقاية.
(٣) في مغني اللبيب (٢/ ٦٢٠): «إذا دار الأمر بين كون المحذوف أوّلا أو ثانيا فكونه ثانيا أولى». وذكر مسألة نون الوقاية مع نون الإناث، وأنشد البيت السابق: تراه كالثغام ... إلخ، ثم قال:
هذا هو الصّحيح. وفي البسيط أنّه مجمع عليه لأنّ نون الفاعل لا يليق بها الحذف.
(٤) التذييل والتكميل (٢/ ١٩٢).
(٥) التذييل والتكميل (٢/ ١٩٤)، الهمع (١/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>