(٢) المسألة الأولى تقدم ذكرها، وهي إلحاق نون الوقاية لاسم الفاعل وأفعل التفضيل. (٣) قال سيبويه (٣/ ٥١٩). «تقول هل تفعلنّ ذاك، تحذف نون الرّفع؛ لأنّك ضاعفت النون وهم يستثقلون التضعيف فحذفوها؛ إذ كانت تحذف، وهم في ذا الموضع أشد استثقالا للنونات، وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا. بلغنا أن بعض القراء قرأ: أتحجوني، وكان يقرأ: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ وهي قراءة أهل المدينة؛ وذلك لأنهم استثقلوا التضعيف» ثم أنشد البيت الذي سيأتي. (٤) البيت من بحر الوافر، قاله عمرو بن معدي كرب الزبيدي يخاطب امرأته وقد عيرته بالشيب. تقول حليلتي لما رأتني ... شرائح بين قدري وجون وروي بيت الشاهد رأته مكان تراه. وضمير الغيب عائد على شعره. اللغة: شرائح: خبر مبتدأ محذوف. أي شعرك شرائح ومعناه أنواع. قدري: منسوب إلى القدرة، وهي لون معروف قريب من البياض. جون: بفتح أوله من الأضداد يطلق على الأبيض والأسود. الثغام: كسحاب جمع ثغامة وهو نبت له نور أبيض يشبه به الشيب. يعل: بالبناء للمجهول يطيب شيئا بعد شيء. الفاليات: جمع فالية وهي التي تبحث عما في رأس الصبي من قاذورات. فليني: أصلها فلينني. وهو موضع الشاهد؛ حيث اجتمعت نون النسوة ونون الوقاية في كلمة، فحذفت الأولى وهي نون النسوة للتخفيف، وذلك على مذهب سيبويه. انظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص ٤٠٤)، شرح التسهيل (١/ ١٤٠)، والتذييل والتكميل (٢/ ١٩١). ترجمة الشاعر: هو عمرو بن معدي كرب الزبيدي، من فرسان العرب المشهورين بالبأس في الجاهلية، أدرك الإسلام وقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المدينة، وأسلم ثم ارتد وأسلم مرة أخرى، شهد القادسية وأبلى بلاء حسنا، والتقى بعمر بن الخطاب. مات شهيدا في فتح نهاوند. انظر: أخباره في الشعر والشعراء (١/ ٣٧٩).