بعد أن ذكرنا تأثر هذا الشرح بما سبقه من كتب، وتأثيره فيما جاء بعده - نذكر له بعض المميزات كالآتي:
١ - اعتناؤه بالأجوبة الجيدة عن اعتراضات أبي حيان على ابن مالك؛ فقد كان أبو حيان متجنيا في كثير من المسائل والمناقشات والاعتراضات على ابن مالك؛ فجاء ناظر الجيش ورد هذه الاعتراضات وصحح رأي ابن مالك وما اتجه. وقد بنى الكتاب على هذا وألف من أجله. ولم يترك ناظر الجيش أي اتهام من أبي حيان إلا أخذه ورد عليه. وأحيانا كان يصوب النقد. وعلى ذلك فلا تكاد تخلو صفحة من الكتاب إلا وفيها ذكر الرجلين أو أحدهما.
٢ - امتاز الكتاب بثراء علمي واسع؛ فهو موسوعة كبيرة في النحو العربي؛ حيث لم يترك صاحبه شاردة أو واردة إلا وقد تحدث فيها. ومن هنا لا يقرأ هذا الكتاب ولا يقف على فهمه إلا متخصص دقيق في النحو واللغة. جاء ذلك من الكتاب المشروح أولا، وهو التسهيل وصعوبته، وجاء ثانيا من صبر المؤلف على العلم، وطول نفسه في التأليف والكتابة والنقول.
٣ - اشتمل الكتاب على مباحث كثيرة منقولة من كتب مفيدة في موضعها.
وبعض هذه الكتب قد ضاع، كانت موجودة لدى مؤلف الكتاب، فأخذ منها وضمنها كتابه، وعلى مرّ الزّمن فقدت. ومن أمثلة ذلك: الإفصاح في شرح الإيضاح لابن هشام الخضراوي، وشرح المفصل لابن عمرون، وشرح الإيضاح لابن عصفور، وشرح المقرب له، والتذكرة لأبي علي الفارسي، وغير ذلك من الكتب.
٤ - يمتاز شرح التسهيل لناظر الجيش بجودة الأسلوب وقوة العبارة؛ فقد أوتي صاحبه قوة البيان، ما جعل أسلوبه سهلا بعيدا عن التكلف سلسا واضحا يفهمه كثير من الناس؛ مع ثقل القاعدة النحوية وجفافها، وما ذلك إلا لأنه كان متأثرا بالبلاغة في أسلوبه؛ فأضفت عليه جمالا وبهاء.
٥ - يمتاز شرح التسهيل المذكور بقدرة صاحبه على مناقشة القضايا المختلفة،