للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[بقية الحروف العاملة عمل ليس]]

قال ابن مالك: (وتلحق بها «إن» النّافية قليلا و «لا» كثيرا ورفعها معرفة نادر وتكسع بالتاء فتختصّ بالحين أو مرادفه مقتصرا على منصوبها بكثرة وعلى مرفوعها بقلّة وقد يضاف إليها حين لفظا أو تقديرا وربما استغني مع التّقدير عن لا بالتّاء وتهمل لات على الأصحّ إن وليها هنّا).

ــ

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): «مقتضي النظر أن يكون إلحاق إن النافية بليس راجحا على إلحاق لا لمشابهتها لها في الدخول على المعرفة وعلى الظرف والجار والمجرور وعلى المخبر عنه بمحصور فيقال إن زيد فيها، وإن زيد إلّا فيها، إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ (٢)، إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٣)، كما يقال بما، ولو استعملت [٢/ ٦٠] لا هذا الاستعمال لم يجز ومقتضى الدليل أن يكون إلحاق لات بليس راجحا على إلحاق ما وإن ولا لأن اتصال التاء بها جعلها مختصة بالاسم وشبيهة بليس في اللفظ إذ صارت بها على ثلاثة أحرف أوسطها ساكن كليس إلا أن الاستعمال اقتضى تقليل الإلحاق في إن وكثرته في لا مجردة وقصره في لات مكسوعة بالتاء على الحين أو مرادفه.

وذكر السيرافي أن المرفوع بعد لات في مذهب الأخفش مرفوع بالابتداء، والمنصوب بعدها منصوب بإضمار فعل (٤). وكلام الأخفش في كتابه المترجم بمعاني القرآن موافق لكلام سيبويه في أن لات تعمل عمل ليس على الوجه -


(١) شرح التسهيل (١/ ٣٧٥).
(٢) سورة يونس ٦٨.
(٣) سورة فاطر: ٢٣. والآية ليست في شرح التسهيل ولعلها سقطت منه سهوا.
(٤) قال السيرافي في شرحه لكتاب سيبويه (٢/ ٣٦٥) رسالة دكتوراه بكلية اللغة تحقيق د/ دردير أبو السعود: «قال الأخفش: لات لا تعمل شيئا في القياس لأنها ليست بفعل وإذا كان ما بعدها مرفوعا فهو على الابتداء وإن كان منصوبا فبإضمار فعل كما قال جرير (وهو في لا): «فلا حسبا فخرت به» أي فلا ذكرت حسبا وقال في الآية: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ أي رأى حين مناص. وقال الرضي في شرحه على الكافية (١/ ٢٧١).
«وعند الأخفش أن لات غير عامله والمنصوب بعدها بتقدير فعل فمعنى لات حين مناص أي لا أرى حين مناص والمرفوع بعدها مبتدأ محذوف الخبر وفيه ضعف لأن وجوب حذف الفعل الناصب أو خبر المبتدأ له مواضع بعينه».

<<  <  ج: ص:  >  >>