يعد الزمخشري واحدا من الذين أثروا العربية، وفنونها بكثير من المؤلفات، والآراء. وهو كذلك واحد من الذين دارت بين ابن مالك وبينهم معارك لغوية وصلت في بعض الأحيان - من ابن مالك - إلى منبوذ القول، أو شديد اللهجة والتعبير.
وقد كان ناظر الجيش معتدلا بحق في مواقفه من هذا العالم المعتزلي العقيدة المتعصب لعقله، كان ناظر الجيش منصفا له مجلّا إياه مدافعا عنه.
يقول عقب مسألة ذكر فيها رأي الزمخشري:
«فانظر إلى هذا الرجل كيف يهديه الله تعالى إلى سبيل الرشاد، ويطلعه على الأسرار، وينطق لسانه بما فيه الحكمة والصواب، وبهذا المعنى الذي قرّره يظهر لك التفاوت بين في والباء في هذا المحل؛ لأن الباء لا تفيد ما أفادته في من كون هذا التدبير كالمنبع والمعدن، وإنما تفيد السببية لا غير».
وفي مسألة أخرى يقول ناظر الجيش: قال ابن مالك «وقال الزمخشري في:
م الله: ومن الناس من يزعم أنها من أيمن، قلت: لم يعرف من الذي زعم ذلك وهو سيبويه رحمه الله تعالى. وفي عدم معرفة الزمخشري بأن صاحب هذا القول سيبويه، دليل على أنه لم يعرف من كتابه إلا ما يعرف بتصفح، وانتقاء لا بتدبر واستقصاء؛ فما أوفر تبجحه، وأيسر ترجحه عفا الله عنّا وعنه!» فقال ناظر الجيش في ذلك: «.. وليس فيه إلا تعرضه إلى الغضّ من الزمخشري، وتجهيله إياه بكتاب سيبويه. وليس هذا من طريقة المصنف؛ فإنه - بحمد الله تعالى - مكفوف اللسان عمن هو دون الزمخشري في الرتبة، فكيف بمن هو عالي الرتبة؟ ولكن - كما قيل - الجواد قد يكبو، والصارم قد ينبو، والعجب أن ما قاله في حق الزمخشري من أنه لا يعرف من الكتاب إلا ما يعرف بتصفح وانتقاء، لا بتدبر واستقصاء، قاله الشيخ أثير الدين في حقه إما بهذا اللفظ، أو بمعناه، أو ما يقرب منه حسب ما تقف عليه في باب إعراب الفعل إن شاء الله تعالى وهذا يحقق قول القائل: كما تدين تدان.