للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ورود بعض هذه الأفعال بمعنى صار]]

قال ابن مالك: (وترد الخمسة الأوائل بمعنى صار ويلحق بها ما رادفها من آض وعاد وآل ورجع وحار. واستحال وتحول وارتدّ وندر الإلحاق بصار في ما جاءت حاجتك [٢/ ١٥] وقعدت كأنها حربة. والأصحّ ألّا يلحق بها آل ولا قعد مطلقا وألّا يجعل من هذا الباب غدا وراح ولا أسحر وأفجر وأظهر).

ــ

أما الأولى: فلأن هذا الحكم قد عرف من قوله المتقدم (١): ويختصّ دام والمنفي بما بعدم الدخول على ذي خبر

مفرد طلبيّ فإنه يفهم منه جواز أين لم يزل زيد كما يفهم منه جواز أين لم يكن زيد.

وأما المسألة الثانية: فإنها ستعرف من قوله بعد (٢): ولا يتقدّم خبر دام اتّفاقا ولا خبر ليس على الأصحّ.

قال ناظر الجيش: قد تقدمت الإشارة إلى أن من أفعال هذا الباب عشرة أفعال معناها معنى صار سيذكرها المصنف: فها هو قد شرع في سردها وقدم على ذكر ذلك شيئا آخر وهو أن من الأفعال التي تقدم ذكرها له ما يسلب الدلالة على معناه الأصلي ويستعمل بمعنى صار وهو الخمسة الأوائل يعني المذكورة أولا وهي كان وأضحى وأصبح وأمسى وظل.

وقد عرفت معنى صار ما هو وهو الدلالة على التحول من وصف إلى آخر.

وشاهد استعمال كان بمعنى صار: قوله تعالى: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٣).

ومنه قول الشاعر:

٦٩٨ - بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها ... قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٤)

-


(١) سبق من التحقيق.
(٢) سبق الحديث عن حكم تقدم خبر دام وليس، في هذا التحقيق.
(٣) سورة الواقعة آيات: ٥ - ٧.
(٤) البيت من بحر الطويل قاله عمرو بن أحمر من قصيدة في الغزل والوصف وقبله:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... صحيح السّرى والعيس تجري غروضها
اللغة: صحيح السّرى: غير جائر عن القصد. والعيس تجري غروضها: أي مسرعة. بتيهاء قفر: أي بأرض خالية يتيه فيها السائر. قطا الحزن: القطا طير صغير سريع الطيران والحزن بفتح الحاء ما غلظ -

<<  <  ج: ص:  >  >>