للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[بقية مواضع فتح همزة إن]]

قال ابن مالك: (وتفتح بعد «أما» بمعنى حقّا، وبعد حتّى غير الابتدائية وبعد «لا جرم» غالبا وقد تفتح عند الكوفيّين بعد قسم ما لم توجد اللام).

ــ

فيه ثلاث إن اعتبر قول ابن خروف [٢/ ١١١] فيكون مجموع الصور باعتبار الكسر والفتح ثماني عشرة صورة.

ثم اعلم أن ابن عصفور صحح قول أبي علي الفارسي في هذه المسألة فقال:

والصحيح عندي أن ما ذهب إليه أبو علي مستقيم لا يتوجه عليه اعتراض لأنه يريد أن أول قولي إني أحمد الله .. قد ثبت واستقر منه قبل نطقه بهذا الكلام؛ فكأنه قال: ليس قولي الآن إني أحمد الله بأول حمد حمدته بل (أول قولي: إني أحمد الله) قد تقدم قبل هذا، فليس يريد بقوله: «إني أحمد الله» هذا اللفظ الذي تلفظ به الآن يريد جنس قوله للألفاظ التي يحمد بها لله تعالى (١).

قال ناظر الجيش: هذا الكلام يشتمل على أربع مسائل، منها ثلاث تفتح فيها «إنّ»، وتكسر باعتبارين مختلفين، وهي الواقعة بعد «أما»، وبعد «حتى»، وبعد «لا جرم» (٢)، وقد كان في غنية عن ذكرها اكتفاء بالضابط الذي ذكره في الفصل، ولكنه قصد الإرشاد والإيضاح والتنبيه على ما قد يغفل عنه، وأما الرابعة وهي الواقعة بعد قسم فالفتح فيها والكسر باعتبار واحد وكأنه إنما لم ينظمها مع المسائل التي هي: أول قولي وإذا الفجائية وفاء الجواب كما فعل في كتاب الخلاصة لأمرين: كون فتح «إنّ» فيها ليس مذهب البصريين، إنما هو مذهب الكوفيين وكونه إنما يجوز بقيد وهو أن لا توجد اللام في الجواب (٣).


(١) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٦٦ - ٤٦٧) ط. العراق.
(٢) أي إن اعتبرنا «أما» مثلا استفتاحية كسرنا «إنّ» بعدها وإن اعتبرناها بمعنى «حقّا» فتحنا «أن»، وكذلك «حتى» إن اعتبرت ابتدائية كسرت «إنّ» بعدها وإن اعتبرت جارة أو عاطفة فتحت «أن» بعدها وأما لا جرم فالفتح على اعتبارها فعلا ماضيا. والكسر على تنزيلها منزلة اليمين. ينظر في هذه المسألة شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٦١) ط. العراق. وشرح الكافية للرضي (٢/ ٣٥١)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٣٣)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٦٤)، وأوضح المسالك (١/ ٩٠ - ٩١)، وإصلاح الخلل (١٧٨).
(٣) ينظر شرح الألفية للمرادي (١/ ٣٤١ - ٤٣٢)، وأوضح المسالك (١/ ٨٩ - ٩٠)، وشرح عمدة الحافظ (ص ١٣٢)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>