للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لأقول والخبر محذوف وهو قول الفارسيّ (١) والتقدير على مذهبه: أول قولي: إني أحمد الله ثابت، ورد الناس على الفارسيّ هذا التقدير وقالوا: يلزم منه الإخبار عن الهمزة من قوله: «إني أحمد الله» بالثبوت، ولا معنى لهذا (٢). وقيل: كسرت لأنها بعد «أول» وهو قول من حيث أضيف إلى القول والخبر محذوف أي: ثابت وهو قول الشلوبين (٣)، ورد عليه بأن «إنّ» لا تكسر حكاية لفعل أو مصدر إلا وهي معمولة و «أول» لا يعمل وإن كان مصدرا في المعنى لأنه ليس بمصدر في اللفظ، ولا يعمل إلا لفظ المصدر (٤)، وقيل: كسرت لأنها معمولة لأقول كما قال الفارسي لكنها خبر من حيث المعنى، فلم يقدر خبرا كما قدر الفارسيّ، فخالفه في تقدير الخبر، ونظره بقولهم: أقائم الزيدان (٥). هذا آخر ما ذكر في هذه المسألة.

وتلخص معه أنه إذا كانت «إنّ» مكسورة كان فيها خمسة مذاهب:

قيل: خبر عن «أول»، وقيل: معمولة لقول محذوف وقيل: معمولة لأقول الموجودة. وقيل: لأنها بعد «أول» وهو قول لإضافته إلى القول، وقيل: لأنها معمولة لأقول كما في القول الثالث، لكن هناك قيل بأن الخبر محذوف، وهنا قيل: إنها نفس الخبر من حيث المعنى مع أنها معمولة. ولا شك أن كلّا من هذه المذاهب يجيء على القول بأن «ما» مصدرية أو موصولة أو نكرة موصوفة، فتكون الصور على هذا خمس عشرة صورة مع الكسر خاصة، ومع الفتح تقدم أن الصور -


(١) الإيضاح للفارسي (١٣٠ - ١٣١)، والمقتصد شرح الإيضاح للجرجاني (٤٢٥).
(٢) ينظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٦٤)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٣١)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٣٥١)، والتذييل (٢/ ٦٨٤ - ٦٨٥).
(٣) ينظر شرح الكافية للرضي (٢/ ٣٥٠ - ٣٥١)، وشرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٦١)، والتذييل (٢/ ٦٨٦).
(٤) التذييل (٢/ ٦٨٦) حيث ذكر رأي الشلوبين، وخطأه بما رد به ناظر الجيش رأي الشلوبين هنا.
(٥) هذا مذهب بعض المتأخرين الذين أرادوا أن يصححوا مذهب الفارسي حتى يسلم من الاعتراض عليه، يقول ابن عصفور بعد أن أورد اعتراض ابن الطراوة على رأي الفارسي في هذه المسألة، فرد ذلك عليه بعض المتأخرين بأن قال: ليس مذهب أبي علي أن هذا المبتدأ له خبر محذوف بل هو من قبيل المبتدآت التي سد الطول منها مسد الخبر وأغنى عنه في اللفظ والمعنى، وذلك أن قوله: إني أحمد الله وإن كان هو معمول القول هو خبر المبتدأ في المعنى فلا يحتاج المبتدأ إلى خبر، كما أن قول العرب: أقائم زيد؟ على أن أقائم مبتدأ وزيد سد مسد الخبر. اه. شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٤٦) ط.
العراق. وينظر التذييل (٢/ ٦٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>