للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهو إيجاب القيام لعمرو (١).

وكان الأستاذ أبو علي ينفصل عن هذا بأن يقول:

الكلام بلكن إنما يأتي جوابا لمن يقول [٤/ ١٦٩] قام زيد فتقول له: ما قام زيد لكن عمرو فقصدك أن تخبر بنفي القيام عن زيد وتثبت أن هناك قياما فكأنك تقول له: أما القيام فحق وأما نسبته لزيد فباطلة إنما هو لعمرو. فتقول: ما قام زيد فإذا قلته تحصل أن القيام منفي عن زيد وبقي عليك الإيجاب لعمرو. فقولك بعد ذلك:

لكن عمرو استدراك لما بقي عليك مما قصدت الإخبار به (٢).

وهذا الذي قاله الأستاذ أبو علي صحيح. ومن نظر كلام العرب بأن له ذلك:

قال: وكذلك الكلام في لا بد الاستدراك ببل فقد تأتي بل جوابا بمنزلة لكن يقول القائل: قام عمرو فتقول ما قام عمرو بل زيد على معنى لكن زيد. انتهى.

وقوله: فقد تأتي بل جوابا بمنزلة لكن يوافقه قول المصنف المتقدم ولو جعلت بل بدل لكن لم يختلف المعنى إلا أن بل لا يلزم أن يتقدم عليها نفي أو نهي ولا بد من أحدهما قبل لكن. وأما لا: فقد عرفت أن المصنف ذكر أنها يعطف بها بعد التحضيض والدعاء. قال: لأنهما في معنى الأمر فيقال هل لا تضرب زيدا لا عمرا وغفر الله لزيد لا بكر. ولما كانت لا تنفي عن التاني ما وجب للأول وجب لذلك أن لا يعطف بها إلا بعد الإيجاب فهي لكن، لأن لكن لا يعطف بها إلّا بعد النفي؛ لأنها توجب للثاني ما نفي عن الأول كما أن لا تنفي عن الثاني ما وجب للأول، وقد ذكروا لكون لا عاطفة شرطين:

أن يكون المعطوف بها مفردا وأن يكون ما بعدها غير صالح لإطلاق ما قبلها.

والمراد بذلك ألا يصح إطلاق ما قبلها على ما بعدها ولا ما بعدها على ما قبلها. وليس في عبارة المصنف تعرض لذكر هذين الشرطين، ولكن تمثيله بما مثل يشعر باشتراطهما.

وقال ابن عصفور (٣): إلّا من حروف العطف إلا أنها لا يعطف بها الجمل التي لا موضع لها من الإعراب. ولم يتحقق لي ذلك. ومن الأمثلة التي ذكرها -


(١) ينظر الارتشاف (٢/ ٦٤٦)، والهمع (٢/ ١٣٧).
(٢) التذييل (٤/ ١٤٩).
(٣) من شرح الإيضاح المفقود.

<<  <  ج: ص:  >  >>