للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والعيّوق من الأعلام التي علميتها بالغلبة. وزعم ابن الأعرابي أنّ ذلك جائز في سائر أسماء النّجوم». انتهى كلام المصنف (١).

ولكن في إفادته لمقصود الفصل بعض قلق، فلذلك أسلفت قبله ما تقدم ذكره.

ثم إن فيه أمورا يتنبه لها:

منها: أن ما أنشده من قول الراجز:

٣٠٣ - لا هيثم اللّيلة للمطيّ

ليس هيثم فيه علما بالغلبة، إنما هو من الأعلام المعلقة، ولكن مثّل به، ثم مثل بما هو علم غلبة ليفيد أن كلّا من النوعين قد ردّ إلى التنكير.

على أن في قوله: «إنّ العلم في صيرورته اسما للا [١/ ١٩٧] قد ردّ إلى التّنكير» نظرا لا يخفى (٢).

ومنها: أنه جعل لفظ الرحمن من الأعلام الغالبة وهو قول الأعلم الشنتمري والأصح أنه ليس علما وإنما هو من الصفات الغالبة.

ويستفاد من كلامه أنه موافق للأعلم في كون الرحمن علما بالغلبة.

ومنها: قوله: والمراد بقولي: دائما - أن إضافة المضاف من هذا القبيل دائمة غير زائلة ما لم يتغير حاله، وقد عرفت ما فيه فيما تقدم (٣).

ومنها: أنه استفيد من كلام سيبويه أن أسماء أيام الأسبوع أعلام بالغلبة. -


(١) شرح التسهيل (١/ ١٧٦) وما قبلها. والعيّوق: كوكب أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها (القاموس: ٣/ ٢٧٩).
(٢) هذا النظر هو أنه لا يستساغ أن يصير الاسم المعرفة نكرة وهو باق على حاله من العلمية. وإنما ذهبوا إلى ذلك؛ لأنهم اشترطوا تنكير اسم لا حتى تعمل عمل إن ثم وجدوه بعد ذلك يقع معرفة.
وذهب غيرهم إلى أن الاسم المعرفة باق على حاله، وأن اسم لا مضاف لا يتعرف بالإضافة إلى المعرفة كلفظ مثل، أو يجعل اسم لا في هذا المثال: لا هيثم ... إلخ - وفي غيره من مثل: قضية ولا أبا حسن لها اسم جنس لكل من اتصف بالمعنى المشهور به مسمى ذلك العلم،
والمعنى: قضية ولا فيصل لها كما قالوا:
لكلّ فرعون موسى بتنوين العلمين على معنى: لكل جبار قهار. (شرح الرضي: ١/ ٢٦٠ بتلخيص).
ونقله الصبان (٢/ ٤، ٥).
(٣) وهو أن تغييره عن حاله لا يزيل الإضافة، وإنما التغيير قد يزيل التعريف فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>