للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

انتهى (١).

وأما المسألة الثالثة: وهي اقتران خبر ليس بواو وإن كان جملة موجبة بإلا: فقد قال الشيخ (٢): «هذا لا يجوز عندنا لأن أصل هذا أنه خبر للمبتدأ فكما لا يجوز دخول الواو على خبر المبتدأ إذا كان بهذه الصفة كذلك لا يجوز إذا وقع خبرا لليس لئلّا يكون الفرع أكثر تصرفا من الأصل.

وأما ما استشهد به المصنف على ذلك فليس قاطعا لأنه يحتمل أن يكون خبر ليس محذوفا، إما لأن اسمها نكرة كما زعم المصنف جواز ذلك، وإما ضرورة كما يقول أصحابنا والجملة الداخلة عليها الواو جملة حالية» انتهى (٣).

والذي قال الشيخ ظاهر من حيث الصناعة النحوية وينبغي التعويل عليه لأن فيما قاله المصنف خرقا للقواعد.

وأما المسألة الرابعة: وهي مجيء اسم كان نكرة بعد نفي: فظاهرة، والمسوغ لذلك واضح غير أن الشيخ ناقش المصنف في قوله: وتشاركها في الأول كان لأنه قال: وتختص ليس بكذا. ومشاركة كان لها فيما ذكره تنفي الاختصاص (٤).

والجواب عن هذه المناقشة: أن الذي يختص به ليس هو مجموع ثلاثة الأمور التي ذكرها وكان لم تشاركها في الثلاثة وإنما شاركتها في البعض والمشاركة في بعض الأمور لا ينفي الاختصاص بكلها.

وأما المسألة الخامسة: وهي مشاركة كان لليس في اقتران خبرها بواو إن كان جملة موجبة بإلا: فالكلام فيها كما تقدم في ليس (٥). وما استدل به محمول على حذف خبر كان ضرورة في البيت الذي أوله: ما كان من بشر وعلى أن لنا خبر في البيت الآخر (٦) والجملة حالية في البيتين. -


(١) انظر شرح الجمل لمؤلفه ابن عصفور (١/ ٤١٠ - ٤١٣) وقد أدخل الشارح تعديلات يسيرة جدّا في النقل.
(٢) انظر نصه في التذييل والتكميل (٤/ ٢٠٧).
(٣) المرجع السابق.
(٤) التذييل والتكميل (٤/ ٢٠٧).
(٥) هو ما نقله عن أبي حيان بأن هذا لا يجوز لأن أصل هذا أنه خبر للمبتدأ وخبر المبتدأ لا تدخل عليه الواو.
(٦) وهو قول الشاعر:
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن ... سراج لنا إلّا ووجهك أنور

<<  <  ج: ص:  >  >>