للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كما لا يتقدم على الخبر، إلا أن الظرف والجار والمجرور يتوسع فيهما بما لا يتوسع في غيرهما (١) ولذلك تفصل بهما بين المضاف والمضاف إليه، وبين «كان» واسمها وخبرها، وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن، نحو: أغدا تقول زيدا قائما ولم يبطل عمل «ما» تقديمها على اسمها نحو: ما غدا زيد راحلا، واغتفر تقديمها على العامل المعنوي نحو: أكل يوم لك درهم؟ وعلى المنفي بما نحو قول بعض الصحابة رضي الله عنهم (٢):

٩١٨ - ونحن عن فضلك ما استغنينا (٣)

ولو عومل غيرهما معاملتها في شيء من ذلك لم يجز، والأصل في الظرف الذي يلي «إنّ» أو إحدى أخواتها أن يكون ملغى أي: غير قائم مقام الخبر، نحو: إنّ عندك زيدا مقيم وكقول الشاعر:

٩١٩ - فلا تلحني فيها فإنّ بحبّها ... أخاك مصاب القلب جمّ بلابله (٤)

فأما القائم مقام الخبر فجدير بأن لا يليها لقيامه مقام ما لا يليها لكن اغتفر -


(١) علل ابن عصفور لا تساع العرب في الظروف دون غيرها. فقال: والسبب في اتساعها في الظروف من بين سائر المعمولات أن كل كلام لا بد فيه من ظرف ملفوظ به أو مقدر، ألا ترى أنك إذا قلت: قام زيد فلا بد للقيام من ظرف زمان وظرف مكان يكون فيهما، فلما كثر استعماله اتسعوا فيه ما لم يتسعوا في غيره. اه. شرح الجمل (١/ ٤٣٩) ط. العراق.
(٢) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي أحد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، استشهد في غزوة مؤتة سنة (٨ هـ). الإصابة ت ٤٦٦٧.
(٣) رجز وهو في التذييل (٢/ ٦٣٦)، والمغني (١/ ٩٨، ٢٦٩، ٣١٧)، (٢/ ٥٣٩، ٦٩٤)، وشرح شواهده (١/ ٢٨٦)، والسيرة لابن هشام (٧٥٦).
والشاهد في قوله: (عن فضلك ما استغنينا) حيث تقدم الجار والمجرور على عاملهما المنفي بما.
(٤) البيت من الطويل لقائل مجهول وهو في الكتاب (٢/ ١٣٣)، والمقرب (١/ ١٠٨)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٤٠) ط. العراق، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٢٣)، والتذييل (٢/ ٦٣٧)، والمغني (٢/ ٦٩٣)، وشرح شواهده (٢/ ٩٦٩)، والخزانة (٣/ ٥٧٢)، والعيني (٢/ ٣٠٩)، والأشموني (١/ ٢٧٢)، وابن عقيل (١/ ١٣٠)، وشرح شواهده (ص ٧١)، والهمع (١/ ١٣٥)، والدرر (١/ ١١٣).
اللغة: تلحني: تلمني. بلابله: وساوسه وهمومه.
والشاهد: (فإنّ بحبها أخاك مصاب القلب) حيث فصل بين «إنّ» واسمها بالجار والمجرور الملغى وهو (بحبها) لأنه من صلة الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>