للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منه شيئا، وأما الجائز والواجب فحذف ما دل عليه دليل، كقولك: «لا رجل» لمن قال: هل في الدار رجل؟ وكقولك للشاكي: «لا بأس» تحذف «فيها» من الأول، «وعليك» من الآخر، فمثل هذا يجوز فيه الحذف والإثبات عند الحجازيين، ولا يلفظ به التميميون ولا الطائيون أصلا، بل الحذف عندهم واجب بشرط ظهور المعنى (١)، ومن نسب إليهم التزام الحذف مطلقا أو بشرط كونه ظرفا، فليس بمصيب.

وإن رزق من الشهرة أوفر نصيب (٢). وأكثر ما يحذفه الحجازيون مع «إلا» نحو:

«لا إله إلّا الله» (٣) ومن حذفه دون «إلا» قوله تعالى: قالُوا لا ضَيْرَ (٤).

وقوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ (٥) ومنه قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «لا ضرر ولا ضرار» (٦)، «ولا عدوى ولا طيرة» (٧). ومن استعمال الخبر منطوقا به في لغة غير الحجازيين قول حاتم (٨):

١٠٤٧ - وردّ جازرهم حرفا مضرّبة ... ولا كريم من الولدان مصبوح (٩)

فمصبوح خبر لا صفة لعدم الحاجة إلى تقدير، وربما حذف الاسم للعلم به، -


(١) ينظر الكتاب (٢/ ٢٧٩)، وشرح الألفية للناظم (ص ٧٣)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٧٣)، والتذييل (٢/ ٨٥٤ - ٨٥٦)، وتعليق الفرائد (١١٧١ - ١١٧٢).
(٢) في البهجة المرضية للسيوطي (ص ٤٢): «وزعم الزمخشري وغيره أن بني تميم يحذفون خبر لا مطلقا على سبيل اللزوم، وليس بصحيح، لأن حذف خبر لا دليل عليه يلزم منه عدم الفائدة والعرب مجمعون على ترك التكلم بما لا فائدة فيه. اه. وينظر الهمع (١/ ١٤٧)، وابن يعيش (١/ ١٠٥).
(٣) ينظر الإيضاح للفارسي (١/ ٢٣٩)، والتذييل (٢/ ٨٥٨).
(٤) سورة الشعراء: ٥٠.
(٥) سورة سبأ: ٥١.
(٦) حديث شريف أخرجه ابن ماجه في سننه (٢/ ٧٨٤).
(٧) حديث شريف أخرجه البخاري في باب الطب، وابن ماجه في سننه في كتاب الطب، وفي سنن أبي داود في باب الطب أيضا.
(٨) نسب البيت إلى أبي ذؤيب الهذلي أيضا، ونسبه الأعلم إلى النبيتي، ينظر العيني (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩)، ومعجم الشواهد (١/ ٨٥).
(٩) البيت من البسيط وهو في الكتاب (٢/ ٢٩٩)، والمقتضب (٤/ ٣٧)، وأمالي الشجرى (٢/ ٢١٢) وابن يعيش (١/ ١٠٤، ١٠٧)، والعيني (٢/ ٣٦٨)، والأشموني (٢/ ١٧)، وديوان حاتم (١٢٣)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٣)، وشرح ابن عقيل بحاشية الخضري (١/ ١٤٧)، وشرح شواهده (ص ٨٦)، ورصف المباني (ص ٢٦٧)، والتذييل (٢/ ٤٩٧، ٨٥٤).
والشاهد قوله: (ولا كريم من الولدان مصبوح) حيث صرح بالخبر، لأنه لم يدل عليه دليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>