للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وزعم أبو علي الشلوبين أنها لا تقع لمجرد الاستفهام عن النفي (١)، ورد على الجزولي (٢) إجازة ذلك، والصحيح أن ذلك جائز، ويدل عليه ما تقدم من قول الشاعر:

١٠٨٦ - ألا اصطبار لسلمى ... البيت

لكنه قليل والأكثر أن يراد بالكلمة التوبيخ والإنكار كما سبق تمثيله ببيت حسان وغيره.

وأما القسم الثالث: وهو أن يقصد بها معنى التمني، فلها مع مصحوبها فيه من تركيب وعمل ما كان لـ «لا» مجردة من الهمزة، إلا أنها لا تلغى ولا يعتبر في اسمها معنى الابتداء ولا يكون لها خبر لا في اللفظ ولا في (٣) التقدير.

والحاصل: أن الاسم يبنى معها إن كان مفردا، ويعرب إن كان مضافا أو معلولا، ولا يلغى بحال، ولا يتبع اسمها إلا على اللفظ خاصة، وليس لها خبر لا لفظا ولا تقديرا، فلا عمل لها إلا في الاسم خاصة، قال سيبويه: ومن قال:

لا غلام أفضل منك لم يقل في ألا غلام أفضل منك إلا بالنصب لأنه دخل فيه معنى التمني، وصار مستغنيا عن الخبر انتهى (٤).

وهذا الذي أشير إليه هو مذهب سيبويه والخليل والجرمي (٥).

ومثال ورودها في التمني قول الشاعر:

١٠٨٧ - ألا عمرو ولّى مستطاع رجوعه ... فيرأب ما أثات يد الغفلات (٦)

-


- والشاهد فيه: كالذي قبله حيث دخلت همزة الاستفهام على لا في قوله (ألا ارعواء) مراد بها الإنكار والتوبيخ فبقيت لا على حالها.
(١) ينظر التوطئة للشلوبين (ص ٣٢٤)، والمغني (١/ ٦٩).
(٢) سبقت ترجمته.
(٣) ينظر المقتضب (٤/ ٣٨٢)، والكتاب (٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧)، وشرح الرضي للكافية (١/ ٢٦٢).
(٤) الكتاب (٢/ ٣٠٩).
(٥) ينظر الهمع (١/ ١٤٧)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٢٧٣)، والأشموني (٢/ ١٥)، والتصريح (١/ ٢٤٥).
(٦) البيت من الطويل لقائل مجهول وهو في شرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٣)، وشرح الألفية للمرادي (ص ٣٧١)، وأوضح المسالك (١/ ١١٠)، ومغني اللبيب (١/ ٦٩)، وشرح شواهده للسيوطي (١/ ٢١٣)، (٢/ ٨٠٠)، والتصريح (١/ ٢٤٥)، والأشموني (٢/ ١٥)، والعين (٢/ ٣٦١)، وشرح ابن عقيل بحاشية الخضري (١/ ١٤٦)، وشرح شواهد (ص ٨٥). -

<<  <  ج: ص:  >  >>