للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في هذا البيت، وزعم يونس أن «ألا» في البيت للتمني وأن الشاعر نون للضرورة (١)، وهو خلاف الظاهر، قال الشيخ: وظاهر كلام النحاة أن «ألا» هذه يعنى التي للتحضيض مركبة من همزة الاستفهام و «لا» التي للنفي، ودخلها معنى التحضيض والذي أذهب إليه أنها بسيطة، كما هي بسيطة إذا كانت للتنبيه والاستفتاح (٢) انتهى.

وأشار المصنف بقوله: ويجوز إلحاق «لا» العاملة بـ «ليس» فيما لا تمني فيه إلى أنه يجوز إجراء «لا» مجرى ليس فيما لا يقصد به تمنّ من مواضع إعمالها (٣) إن لم يقصد التنصيص على العموم بلفظ ما وليها. فعند ذلك لا يجوز إجراؤها مجرى ليس لأنها إذا جرت مجرى «ليس» جاز أن يكون العموم مقصودا وغير مقصود (٤).

والحاصل: أن العاملة عمل «ليس» لا يمتنع أن يراد بما نفيه العموم لكنه محتمل أن لا يراد به العموم، فمن ثم لم يكن لها نصوصية على العموم إذا عملت عمل ليس.

* * *


(١) ينظر الكتاب (٢/ ٣٠٨)، والارتشاف (ص ٦٣١).
(٢) التذييل والتكميل لأبي حيان (٢/ ٩٣٠).
(٣) ينظر المقتضب (٤/ ٣٨٢).
(٤) جاء في شرح الكافيه للرضي (١/ ٢٦١ - ٢٦٢) أن «ألا» التي للعرض يجوز إعمالها عمل إنّ يقول: ولم يذكر سيبويه أن حال «ألا» في العرض كما له قبل الهمزة، بل ذكره السيرافي وتبعه المصنف والجزولي، ورد ذلك الأندلسي وقال: هذا خطأ لأنها إذا كانت من عرضا كانت من حروف الأفعال كإنّ ولو وحروف التحضيض فيجب انتصاب الاسم بعدها في نحو: ألا زيد تكرمه. اه.
وقد رد ذلك المرادي في شرح الألفيه حيث قال في (١/ ٣٧٢): وما ذكره ابن الحاجب من أن - ألا - التي للعرض تعمل عمل «إنّ» لم يصح. اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>