للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومثله على أحد الوجهين قول الآخر:

١١٥٠ - لم أر مثل الفتيان في عين ال ... أيّام ينسون ما عواقبها (١)

انتهى. ويتعلق بهذا الموضع مباحث:

الأول:

ناقش الشيخ المصنف في قوله فيما تقدم: وتختص أيضا القلبية المتصرفة بتعديها معنى لا لفظا. قال: لأن الاختصاص ينافي قوله هنا ويشاركهن فيه كذا وكذا، قال: فالمشاركة والاختصاص لا يجتمعان (٢) والجواب عن ذلك من وجهين:

الأول: أن المراد أن القلبية اختصت بالتعليق دون بقية الأفعال التي ذكرت معها وهي ما أفاد التحويل، فقد انفردت القلبية عن أخواتها بذلك، وحينئذ يصدق أنها مختصة به دون أخواتها، ومشاركة غير أخواتها لها في التعليق لا يخرجها عن الاختصاص، لأنه اختصاص مفيد، لا اختصاص مطلق، وهذا كما تقول في الحصر في نحو: ما كاتب إلا زيد، جوابا لمن قال: الكاتب زيد وعمرو، فإن القصد إلى حصر الكتابة في زيد لا مطلقا بل بالنسبة إلى عمرو، لأن غير عمرو يشارك زيدا في الإنصاف بالكتابة لا محالة (٣).

الثاني: أن مشاركة غير الأفعال المذكورة لها في التعليق لا يزيل اختصاصها لأن المشارك المذكور الآن إنما يعلق بالاستفهام خاصة، وأما الأفعال المشاركة فإنها تعلق بغير الاستفهام كما تعلق بالاستفهام، وعلى هذا فالذي اختصت به تلك [٢/ ١٩٨] الأفعال لم يشارك فيه إنما شوركت في بعضه، والمشاركة في بعض الأمور لا ينافي -


- (ص ٢٩٦)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٨).
والشاهد قوله: (نسينا من أنتم) حيث علق الفعل (نسي) بالاستفهام، والجملة من اسم الاستفهام وخبره في محل نصب مفعوله.
(١) البيت من المنسرح وهو في شرح المفصل لابن يعيش (٣/ ١٥٢)، والأغاني (١٣/ ١١٥)، والتذييل (٢/ ١٠٢٥)، وأمالي الشجري (١/ ٧٤)، والمغني (١/ ١٤٢)، والخزانة (٢/ ٢١)، وديوانه (ص ٥٤).
والشاهد قوله: (ينسون ما عواقبها) حيث علق «ينسون» بما الاستفهامية. وانظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٩٠).
(٢) التذييل (٢/ ١٠١٢).
(٣) ينظر: دلائل الإعجاز (ص ٢٢٠ - ٢٢١) تحقيق: محمد رشيد رضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>