للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مستفهما عنه معنى جاز رفعه، ولكن النصب أولى، لأن مراعاة اللفظ إذا لم يخل بالمعنى أولى من مراعاة المعنى (١): قال المصنف (٢): وإن تقدم الاستفهام على أحد المفعولين نحو: علمت زيدا أبو من هو اختير نصبه لأن العامل مسلط عليه بلا مانع، ويجوز رفعه لأنه هو والذي بعد الاستفهام شيء واحد في المعنى فكأنه في حيز الاستفهام والاستفهام مشتمل عليه (٣) وهو نظير قولهم: إن أحدا لا يقول ذلك وأحد هذا لا يقع إلا بعد نفي ولكن لما كان هذا هو والغير المرفوع بالقول المنفي شيئا واحدا في المعنى نزل منزلة واقع بعد النفي ومثله قول الشاعر:

١١٥٤ - ولو سئلت عنّي نوار وأهلها ... إذا أحد لم ينطق الشّفتان (٤)

ومثال علمت زيد أبو من هو بالرفع قول الشاعر:

١١٥٥ - فو الله ما أدري غريم لويته ... أيشتدّ إن قاضاك أم يتضرّع (٥)

الرواية عنهم بالرفع لما ذكرته ولو نصب لكان أجود (٦). اه.

واعلم أن سيبويه نص على جواز الرفع وإن كان المختار عنده النصب (٧)، ومنع -


(١) ينظر الكتاب: (١/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، والمقرب (١/ ١٢٠ - ١٢١)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٢٠ - ٣٢١) ط العراق، والهمع (١/ ١٥٥).
(٢) شرح التسهيل لابن مالك: (٢/ ٩٠).
(٣) في المقرب (١/ ١٢٠) يقول ابن عصفور بعد أن ذكر أسباب التعليق «أو يكون الاسم مستفهما عنه في المعنى فتكون في التعليق بالخيار نحو قولك: علمت زيد أبو من هو وإن شئت نصبت زيدا ألا ترى أن المعنى: علمت أزيد أبو عمرو أم أبو غيره». اه.
وينظر شرح الجمل لابن عصفور أيضا (١/ ٣٢٠) ط العراق، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٨).
(٤) البيت من الطويل للفرزدق وهو في الإفصاح للفارقي (ص ٣٠٤) وديوانه (٢/ ٨٧٠) ط الصاوي برواية:
ولو سئلت عني النوار وقومها ... إذا لم توار الناجذ الشفتان
وروي في الإفصاح «ورهطها» مكان «وأهلها».
والشاهد قوله: (إذا أحد لم ينطق الشفتان) حيث نزل ما قبل «لم» وما بعدها منزلة الواقع بعد النفي لأنهما شيء واحد في المعنى.
(٥) البيت من الطويل لقائل مجهول وهو في التذييل (٢/ ١٠٢٦)، والهمع (١/ ١٥٥)، والدرر (١/ ١٣٧) برواية «إن لاقاك» مكان «إن قاضاك».
والشاهد قوله: (.. ما أدري غريم لويته .. أيشتد) حيث تقدم على الاستفهام أحد المفعولين وهو «غريم» فجاز رفعه كما في البيت هنا جاز نصبه وهو الأرجح.
(٦) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٩١).
(٧) ينظر الكتاب (١/ ٢٣٦ - ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>