للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأقيم، واستقيم، وردّ الشيء، وأعدّ، واستعدّ، ويقال ويقام ويستقام، ويردّ ويعدّ، ويستعدّ، وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي: ويحرك ما قبل الآخر لفظا إن سلم من إعلال وإدغام وإلا فتقديرا (١). ثم بيّنت أن الحركة الملفوظ بها أو المقدرة كسرة في الماضي وفتحة في المضارع، ثم بيّنت أن ما قبل العين المعتلة من الماضي الثلاثي والموازن لا نفعل، وافتعل يكسر كسرة خالصة أو مشمة بضم نحو: بيع المتاع، وسيق اليمن، وانقيد إلى الحق، واختير الصواب؛ فتحرك ما قبل العين بالكسرة التي كانت لها في الأصل، فإن كانت العين ياء سلمت؛ لسكونها بعد ما تجانسها، وإن كانت واوا انقلبت ياء؛ لسكونها بعد كسرة، ومن أشم الكسرة ضمة لم يغير الياء، وهي ولغة إخلاص الكسر لغتان فصيحتان مقروء بهما.

وبعض العرب يخلص الضمة (٢)، فإن كانت العين واوا سلمت؛ لسكونها بعد ما يجانسها، وإن كانت ياء انقلبت واوا؛ لسكونها بعد ضمة، وعلى هذه اللغة قول الراجز:

١٢٧١ - ليت وهل ينفع شيئا ليت ... ليت شبابا بوع فاشتريت (٣)

وقول الآخر (٤): -


(١) ينظر: شرح الألفية لابن الناظم (ص ٨٩)، والتوطئة (ص ٢٥٠)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٥٤١)، والبهجة المرضية (ص ٤٩، ٥٠).
(٢) في الأشموني (٢/ ٦٣): «وتعزيته لبني فقعس وبني دبير» اه. وقد ضعف الأشموني هذه اللغة فقال في الموضع نفسه: «أشار بقوله: فاحتمل إلى ضعف هذه اللغة بالنسبة للغتين الأوليين» اه، وينظر: شرح الألفية للمرادي (٢/ ٢٦).
(٣) الرجز وهو لرؤبة في: التذييل (٢/ ١٢٢٨)، وابن يعيش (٧/ ٧٠)، والمغني (٢/ ٣٩٣)، وشرح شواهده للسيوطي (٢/ ٨١٩)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٨٩)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٢٦)، وأوضح المسالك (١/ ١٤٨)، والعيني (٢/ ٢٥٤)، والتصريح (١/ ٢٩٤)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٦٨)، وشرح شواهده (ص ١١١)، وشرح المكودي (ص ٧٧)، والبهجة المرضية (ص ٥٠)، والهمع (١/ ٢٤٨)، والدرر (١/ ٢٠٦)، والأشموني (٢/ ٦٣)، وملحقات ديوان رؤبة (ص ١٧١)، وملحقات ديوان أبيه العجاج (ص ٢٧٦).
والشاهد قوله: «بوع» وأصله «بيع» استثقلت الكسرة على الياء فحذفت ثم قلبت الياء واوا لسكونها بعد ضم.
(٤) هو رؤبة بن العجاج أيضا ولم ينسبه العيني، لكنه قال: ونسبه بعضهم إلى رؤبة ولم أجده في ديوانه. ينظر: شرح الشواهد للعيني (٢/ ٢٥٦)، ومعجم الشواهد للأستاذ هارون (٢/ ٥١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>