للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد استشكله الناس؛ لأن ظاهره يعطي ما ذكره المصنف من جواز النصب بعد إذا كما هو جائز بعد «أمّا»، قالوا: والنحويون وسيبويه [٢/ ٢٧٦] يقولون: إن إذا الفجائية لا يقع بعدها فعل ألبتة لا ظاهرا ولا مضمرا ولا معمول فعل أصلا، ثم منهم من خرج كلام سيبويه وأوله، ومنهم من حمله على ظاهره (١)، واختلف تخريج من خرجه، فابن خروف خرجه على أنه مما خلط فيه حكم واحد بآخر على حد قوله تعالى: نَسِيا حُوتَهُما (٢)، ويَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٣)؛ وإنما الناسي أحدهما، والذي يخرج منه أحدهما (٤)، ولا يخفي أنه تخريج بعيد، والشلوبين خرجه على أنه لما كانت «أمّا» و «إذا» الفجائية لابتداء الكلام وقطع ما تقدم، وأنهما لا يقع بعدهما إلا الاسم، وأنه لا يبقى معهما الحكم كما كان قبل ذكرهما هنا معا فقال: لأن «أمّا وإذا» انقطع بهما الكلام «أو يرجع قوله فالرفع إلى ما يليق وإلى ما يصح رجوعه إليه وذلك إلى «أمّا» (٥) لا إلى «إذا» (٦).

والذين حملوا كلامه على ظاهره قالوا: حكى الأخفش عن العرب أن الفعل إذا كان مقرونا بقد جاز أن يلي إذا الفجائية؛ تقول: خرجت فإذا قد ضرب زيد عمرا، فإن لم يكن مقرونا بقد؛ فلا يجوز أن يليها الفعل (٧)، وإنما أجري الفعل المقرون بقد مجرى الجملة الاسمية في أن ولي «إذا» الفجائية؛ لمعاملة العرب له معاملة الجملة الاسمية في دخول واو الحال عليه تقول: جاء زيد وقد ضحك، كما يقال:

جاء زيد وهو يضحك، وهذا هو الذي جنح إليه ابن عصفور وذكره في شرح -


(١) في شرح الألفية للمرادي (٢/ ٤٠): «أما إذا ففي اسم الاشتغال بعدها مذاهب: جواز نصبه وهو ظاهر كلام سيبويه، ووجوب رفعه؛ لأنها لا يليها فعل ولا معمول فعل وإنما يليها مبتدأ وخبر» اه.
(٢) سورة الكهف: ٦١.
(٣) سورة الرحمن: ٢٢.
(٤) ينظر: التذييل (٣/ ١٢، ١٣)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٥٦١).
(٥) ينظر: التوطئة للشلويين (ص ٢٠٨) تحقيق يوسف أحمد، والتذييل (٣/ ١٣).
(٦) في (أ) بياض بعد ذلك وقد أشير إلى هذا في هامش (ب) حيث قال الناسخ في النسخة المقابل عليها: هنا بياض قدر ثلاثة أسطر.
(٧) في شرح قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري: «وقد تليها الجمل الفعلية إذا كانت مصحوبة بقد نحو: خرجت فإذا قد قام زيد، حكاه الأخفش عن العرب». اه. شرح قواعد الإعراب (ص ١٨٠) تحقيق أحمد عبد العزيز، وينظر: التصريح (١/ ٣٠٢، ٣٠٣)، ومع النحو والنحاة في سورة الأعراف (ص ٦٦) رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية، وينظر أيضا: البحر المحيط (٦/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>