للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

متقدما على الفعل إلا في الضرورة نحو قوله (١):

١٢٩٧ - فمتى واغل يزرهم يحيّو ... هـ وتعطف عليه كأس السّاقي (٢)

ونحو قول الآخر (٣):

١٢٩٨ - صعدة نابتة في حائر ... أينما الرّيح تميّلها تمل (٤)

ويستثنى من الأدوات المذكورة «إن» فإن الاسم يجوز أن يليها في الكلام؛ لأنها أم الباب يعني أنها الأصل في إفادة معنى الشرط، لكن يشترط أن يكون الفعل الواقع بعد الاسم الذي يليها ماضيا نحو: إن زيدا أكرمته أكرمك (٥)، كما يقرر ذلك في باب جوازم الأفعال، وعلى هذا: فالاشتغال يتصور في الاسم الواقع بعد أدوات الشرط؛ إمّا في الكلام كأن يشترط كون الفعل الواقع بعد الاسم ماضيا كما تقدم، وإما في الشعر كما في الأدوات.

وأما السبب الثاني؛ وهو أن يتلو الاسم استفهاما بغير الهمزة نحو: هل مرادك نلته؟ فقد يقال: المعروف أن أدوات الاستفهام غير الهمزة إذا وقع بعدها الاسم والفعل تقدم الفعل على الاسم؛ ولهذا إن ابن عصفور لما ذكر هذا الحكم قال: -


(١) هو عدي بن زيد العبادي من شعراء الحيرة، وهو شاعر مقل.
(٢) البيت من الخفيف وهو في: الكتاب (٣/ ١١٣)، ونوادر أبي زيد (ص ١٨٨)، والمقتضب (٢/ ٧٦)، وأمالي الشجري (١/ ٣٣٢)، والإنصاف (١/ ٣٢٥)، والارتشارف (٥١٩)، والتذييل (٣/ ١٦)، وأصول النحو لابن السراج (٢/ ٢٤٢)، والخزانة (١/ ٤٥٦)، (٣/ ٦٣٩)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ١٧٧) طبعة العراق، والهمع (٢/ ٥٩)، وديوانه (١٥٦).
اللغة: الواغل: الداخل في الشرب من غير دعوة. ينبهم: ينزل بهم.
والشاهد قوله: «فمتى واغل»؛ حيث ولي الاسم أداة الشرط، وهذا لضرورة الشعر؛ وذلك لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الفعل.
(٣) هو كعب بن جميل كما في الكتاب، وقيل: الحسام بن ضرار الكلبي.
(٤) البيت من الرمل وهو في: الكتاب (٣/ ١١٣)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ٢٩٧)، والمقتضب (٢/ ٧٥)، والإنصاف (١/ ٣٢٥)، وأمالي الشجري (١/ ٣٣٢)، (٢/ ٣٤٧)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٧٠)، والخزانة (١/ ٤٥٧)، وابن يعيش (٩/ ١٠)، والعيني (٤/ ٤٢٤، ٥٧١)، وشرح الدرة الألفية لابن القواس (ص ١٤٤)، وأصول ابن السراج (٢/ ٢٤٢)، والهمع (٢/ ٥٩)، واللسان (حير). والشاهد فيه كالذي قبله.
(٥) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٧٧) والتصريح (١/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>