كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الثالث والعشرون باب الواقع مفعولا مطلقا من مصدر وما يجري مجراه - [المفعول المطلق: ناصبه- أنواعه- ما ينوب عنه] - ج: 4 - ص: 1833

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٤٢٨ - ثلاثة أحباب فحبّ علاقة ... وحب تملّاق وحبّ هو القتل (١)

وقال آخر:

١٤٢٩ - هل من حلوم لأقوام فتنذرهم ... ما جرّب الدّهر من غضّي وتضريسي (٢)

ويقال: فلان ينظر في علوم كثيرة.

١١ - ومنها: أن الفعل إذا كان له مصدران مؤكد ومبين، فمذهب الأكثرين ومنهم الأخفش والمبرد وابن السراج أن الفعل لا ينصبهما معا، وأجاز السيرافي وابن طاهر نصب المصدرين، بل قالا: إن الفعل يجوز أن ينصب ثلاثة مصادر إذا اختلف معناها (٣). قال الشيخ: وفي البديع إذا قلت: ضربت زيدا ضربا شديدا ضربتين، كان ضربتين بدلا من الأول، ولا يكونان مصدرين؛ لأن الفعل الواحد لا ينصب مصدرين، فأما قول الشاعر:

١٤٣٠ - ووطئتنا وطأ على حنق ... وطأ المقيّد ثابت الهرم (٤)

فلا يكون الثاني بدلا، لأنه غيره، ولكنه بمعنى: مثل وطء القيد. أو على إضمار فعل (٥). انتهى. والظاهر في هذه المسألة مذهب الأخفش ومن وافقه وهم الأكثرون: أن الفعل لا ينصب مصدرين على ما تقتضيه قواعد الصناعة النحوية؛ -

---

(١) البيت من الطويل لقائل مجهول وهو في: مجالس ثعلب (١/ ٢٣)، ونتائج الفكر للسهيلي (ص ٣٦٤) طبعة جامعة قاريونس، وشرح المفصل لابن يعيش (٦/ ٤٧، ٤٨)، (٩/ ١٥٧)، والتذييل (٣/ ١٨٩)، والبحر المحيط (١/ ٤٥٦)، وابن القواس (ص ١٠٧٤)، وحاشية يس (١/ ٣٢٩).
اللغة: التملاق: مصدر تملقه وتملق له: أي تودد إليه وتلطف له.
الشاهد في قوله: «ثلاثة أحباب»؛ حيث جمع المصدر وهو (حب) على أحباب.
(٢) البيت من البسيط، وهو لجرير، وهو في: التذييل (٣/ ١٩٠)، وشرح الجمل لابن الضائع (٢/ ١١٥)، وابن القواس (٣٢٤)، والعيني (٢/ ٣٦٣)، واللسان «حلم».
والشاهد في قوله: «حلوم»؛ حيث جمع المصدر المبهم لاختلاف أنواعه.
(٣) ينظر: الهمع (١/ ١٨٨).
(٤) البيت من الكامل وهو للحارث بن وعلة، في أمالي القالي (١/ ٢٦٣)، والهمع (١/ ١٨٨)، والدرر (١/ ١٦١)، واللسان «هرم»، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٢٠٦).
والشاهد فيه: أن قوله: (وطأ) الثانية ليس بدلا من الأول؛ لأنه غيره، ولكنه على تقدير (مثل) أي (مثل وطء)، أو على إضمار فعل، والمقيد: صفة للبعير، والهرم: نبات ضعيف، والحنق: الغيظ.
(٥) التذييل (٣/ ١٨٩، ١٩٠).