للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٤٨٤ - وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير (١)

فأوقع (ألهو) في جواب (ما تشاء) موقع اللهو (٢)، ونظير ذلك في الإتيان بألّا لإرادة معنى النفي قوله (٣):

١٤٨٥ - وهل هند إلّا مهرة عربيّة ... سليلة أفراس تحلّلها بغل (٤)

فأتى بإلّا، لأن المعنى: ما هند إلا مهرة عربية، وقول الآخر:

١٤٨٦ - وكلّهم حاشاك إلّا وجدته ... كعين الكذوب جهدها واحتفالها (٥)

فأتى أيضا بإلا؛ لأن المعنى: ما منهم أحد حاشاك إلا وجدته كعين الكذوب، قال (٦): وأما غفرانك من قولهم: غفرانك لا كفرانك، فمصدر واقع موقع استغفار، ولا يستعمل على هذا المعنى إلا منصوبا مضافا إلى المفعول، ثم قال: وأما حنانيك، وهذاذيك وحذاريك ودواليك ولبيك وسعديك، فمصادر مثناة بلا خلاف، إلا لبيك فإن فيه خلافا، ثم ذكر المسألة إلى آخرها ومذهب يونس فيها، واستدلال سيبويه (٧) عليه كما تقدم [٢/ ٣٨٦] في كلام المصنف، ثم قال: -


(١) البيت من الوافر، وهو لعروة بن الورد، وهو في: الخصائص (٢/ ٤٣٣)، والمحتسب (٢/ ٣٢)، والأغاني (٢/ ١٨٥)، وشرح المفصل لابن يعيش (٢/ ٩٥)، والشيرازيات (٥٨)، والهمع (١/ ٦)، والدرر (١/ ٣)، وديوان عروة (٨٩)، واللسان «أثر» وليس في نوادر أبي زيد.
الشاهد في قوله: (ألهو)؛ حيث وقع الفعل موقع المصدر وهو (اللهو) في جواب قوله: (ما تشاء) كما يرى الفارسي.
(٢) المسائل الشيرازيات للفارسي (ص ٥٨، ٥٩).
(٣) هي بنت النعمان بن بشير الأنصاري قالته في زوجها روح بن زنباع، ويقال: إن اسمها حمدة.
(٤) البيت من الطويل، وهو في كتاب التنبيه لأبي علي القالي (ص ٣١)، واللسان «حلل».
والشاهد في قوله: «وهل هند إلا مهرة»؛ حيث وقعت (إلا) بعد الاستفهام المراد منه النفي.
(٥) البيت من الطويل لقائل مجهول، وهو في: معاني القرآن للفراء (١/ ١٤٠)، والتذييل (٣/ ٦٢٠)، وما يجوز للشاعر في الضرورة (١٣٦)، والارتشاف (٦٢٦).
اللغة: احتفالها: من الحفل، وهو اجتماع الماء في محفله.
والشاهد في قوله: «إلا وجدته»؛ حيث وقعت (إلا) بعد ما يراد به النفي، وفيه أيضا شاهد آخر، وهو وقوع الفعل الماضي بعد (إلا) دون اقترانه بقد أو دون سبق فعل منفي، ويرد الثاني أن قوله (كلهم حاشاك) في تأويل النفي كما ذكر ابن عصفور، وقد خرج بعض العلماء البيت على أنه ضرورة شعرية.
(٦) أي ابن عصفور، فالكلام ما زال له.
(٧) ينظر: الكتاب (١/ ٣٥١، ٣٥٢)، والمقرب (١/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>